الفصل السابع : أشلاء الظلام

9 0 0
                                    

بعد استيقاظي من العملية، وجدت الجميع حولي في الغرفة، لكنني لم أكن مهتمة بأي شيء آخر سوى الألم الحارق الذي كان يعصف بجسدي. لم أكن أستطيع أن أتخيل في يوم من الأيام أنني سأعاني من ألم بهذا الشدة في هذا العمر.

قضيت ثلاثة أيام في المشفى، وكانت حالتي النفسية سيئة للغاية. كنت مرهقة ومتعبة جدًا، ولكن على الرغم من ذلك، كنت دائمًا أحاول الابتسام والتصرف بشكل إيجابي. ولحسن الحظ، كان هناك بعض الممرضات اللطيفات اللاتي كانوا يحاولن أن يجعلني أشعر بالراحة. كنت أقدر حقا حديثهن المطمئن واللطيف.

ثم جاء اليوم الثالث، حينما دخل الطبيب غرفتي في الصباح وأخبرني أن أستعد للعودة إلى المنزل. لقد فرحت بشدة عند سماع هذا الخبر، لأنه كان يعني أنني سأعود أخيرًا إلى مكاني الآمن. في المساء، جاء الطبيب وحمل معه بعض الأدوات. شعرت بالخوف وأنا أتساءل ما الذي سيفعله. كنت أدرك أنه سيقوم بإزالة الغرز الجراحية. بدأ في إزالتها، وكانت تلك العملية مؤلمة للغاية، حتى بكيت من شدة الألم. لكنه أنهى العملية، وعندئذٍ عاد أبي ليحملني ويأخذني إلى المنزل.

وأخيرًا، وصلت إلى المنزل الذي تشتاقت له بشدة. كان هناك العديد من الأشخاص الذين جلبوا لي هدايا، لكن كان واضحًا أنها كانت بدافع الشفقة وليس بدافع المحبة. فقد كرهوا والدي، لذا لم يكن هناك حبًا حقيقيًا وراء تلك الهدايا. رأيت الهدايا وشعرت بالفرح، ولكن في قلبي كنت أعلم أنها لا تأتي من قلوب محبة، سوى قلب أمي الوحيد.

مرت ثلاثة أشهر كانت كالجحيم بالنسبة لي. كل يوم، كنت أقوم بتنظيف جرحي وتغيير الضمادات. كانت تلك المهمة مرهقة جسديا وعقليا. وفي كل مرة أقوم بتنظيف الجرح، كنت أبكي عند رؤية منظر قدمي المخيفي تلك الفترة، كنت طفلة صغيرة وعجزت عن التعامل مع الألم والجروح بمفردي. ولحسن الحظ، كان لدي دعم قوي من والدي وعمي، الذين بذلوا قصارى جهدهم لمساعدتي وتوفير الراحة والدروس اللازمة لي.

عمي، رحمه الله، كان يتفانى في تقديم الدروس والواجبات المدرسية إلى المنزل. كان يأتي بانتظام ويجلب معه المواد التعليمية والملازم لأتمكن من متابعة دراستي. وحتى خلال فترة الفروض، كان يقوم بجلبها لي ويساعدني في الإجابة عليها. لقد كان له دور كبير في المساعدة على استعادة حياتي الطبيعية ومتابعة تعليمي.

ولم تكن هذه الفترة السهلة بالنسبة لي. كنت أشعر بالحزن والضعف النفسي نتيجة للألم والتعب الذي كنت أعانيه. كنت أشعر بالغربة والحزن لعدم قدرتي على الذهاب إلى المدرسة والاستمتاع بحياة الطلاب العادية. ولكن بفضل الدعم الذي حصلت عليه من أسرتي والمعاملة اللطيفة من الممرضات في المستشفى، تمكنت من تجاوز هذه الصعوبات.

وأخيرًا، بعد فترة طويلة من العناء والجهد، تمكنت من العودة إلى المدرسة. كان الجميع سعيدًا لرؤيتي واحتفلوا بعودتي بحفلة صغيرة. جلبوا لي الهدايا وعبروا عن فرحتهم لرؤيتي تتعافى. ولكن للأسف، كنت أدرك أن هذا الفرح كان بدافع الشفقة وليس بدافع الحب الحقيقي. فعلى الرغم من أنهم كانوا يظهرون اهتمامًا وحبًا ظاهريًا، إلا أنني كنت أدرك أنهم يشفقون على وضعي الصحي السيئ  ولم يكن لديهم المحبة الحقيقية للصداقة  تجاهي.

وبالرغم من ذلك، فإن حب أمي كان الشيء الوحيد الذي أراه حقيقيًا في هذا العالم. بفضلها، تمكنت من التغلب على الصعاب والشعور بالأمان والدفء. كانت هي الشخص الوحيد الذي رأيت في عينيها الحب الصادق والرغبة في رؤيتي أتعافى وأستعيد حياتي الطبيعية.

في النهاية، كانت تلك الفترة مليئة بالتحديات والصعاب في البداية ظننت أنني تخطيت كل شيء لكن في الواقع كان شيئا أسوء بكثير كان كل شيء يسير نحو الهاوية وصحتي النفسية كانت تتدهور نحو الأسوأ لكن لكوني طفلة لم أفهم هذا سوى بعد بلوغي

أحلام محترقة🔥✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن