[٠٧]: ليل

98 22 4
                                    

«البارحة بالحلمجني لهلي رديت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


«البارحة بالحلم
جني لهلي رديت

وما بين ناسي كعدت
كم سولفت وبجيت

ريت الحلم ما كضى
وريت أنا ما فزيت

ضاع العمر غربة
كل من مشى بدربه»

-حسين نعمة.

-

آدم أخبر ليل أن تعود إلى منزلها لكن ها هو ذا ممدد على سريره الصغير في غرفة الأطباء داخل المشفى، هاربًا من منزله ومن وجه أمه القلق.

معدته خاوية تكويها أحماضها لكن الغثيان الكريه لم يتركه وشأنه. جسده النحيل غارق داخل بزته الجراحية الزرقاء التي اشتراها بسبب ميله الغريب نحو لون دجلة، وكل ما يشبهه.

االحمى تجعل جثته ترتجف والعرق يتصبب غزيرا منها، ولأول مرة شعر آدم بالخوف وحده. لأول مرة سيطر عليه يأسه وراوده إحساس غريب بأنه سيموت وحيدا على هذا السرير الغريب، لن ينجو من نوبات الهاوية كما يفعل كل مرة.

أغمض عينيه بقوة وفي ظلام الغرفة تحت وطأة هذه العزلة المفرطة بدأت هزات البكاء تنال جزءا منه وحفرت الدموع أخاديد على وجنته العالية، مفتقدا جدته بشدة، أكثر من أي وقت مضى.

كانت أول من يلاحظ الخطب إذا ألمّ به.

تكور على نفسه وأغمض عينيه بقوة محاولا حماية نفسه من هذه الأشباح، ومن أشواقه وأنيابها نهّاشة اللحوم.

مرت لحظات غرق خلالها آدم عميقا في مستنقع يأسه قبل أن تزيح يد غرته الرطبة عن جبينه الندي وخللت أصابعها بين خصلات شعره البنية بلطف أشقى قلبه وهزم خوفه العاتي.

تنهد آدم متعبا من ألمه واسترخى جسده حين استقبل الألفة العزيزة، لكنه لم يقوَ على فتح عينيه أو تحريك عظمة وأمعن في لذة الإحساس بدلًا من ذلك. ذاب الواقع من حوله ودخل كل شيء ببعضه، تعثر العذاب الذي كان يسير على أعصابه وسقط عنها.. لوهلة تسائل آدم إن كانت هذه كأس الموت المسكرة قد أتت لنجدته أخيرا ولم يمانع حقا في هذه اللحظة أن يشرب منها.

عائد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن