استيقظ آدم من نومه على ضوضاء خطوات مزعجة ذات وتيرة عصبية تدق الأرض دقا قربه، فتح عينيه بصعوبة بسبب الضوء وبعد عدة محاولات للرؤية قابله سقف مشفاهم القديم، شعر بألم نابض في رأسه وهو يحاول أن يفهم ما جرى لكن ذاكرته كانت عبارة عن صفحة بيضاء.
أدار وجهه نحو هلال، شقيقه الأكبر الذي كان يسير ذهابا وإيابا يحمل تعبيرا هلعًا على وجهه.
هذا سيء. هلال تافه جدا، لا يهلع بسهولة.
تنفس بثقل وبلع ريقه يريد الحديث لكنه شعر بأن لا طاقة له بذلك. بالكاد رفع يده يسمح وجهه وما صدر منه كان أنينًا متقطعًا، هناك وخز مزعج في كف يده ركز فيه قليلا فأستنتج أن هناك أنبوبة تغذية موصولة في وريده.
أدرك آدم أنه في ورطة.
«ليل! لقد استيقظ!» أجفل على هتاف أخيه وحين أزال يده رأى أنف هلال محشورا في وجهه.
«الرحمة! ماذا حدث؟» تذمر بصوت متحشرج يبعد وجه شقيقه فاعتدل هلال مجددا وكتّف ذراعيه قائلا:
«أنا من يجب أن أسأل هذا السؤال، لقد اتصلوا بي اليوم وأخبروني أن شقيقي الصغير وُجِدَ شبه ميت في غرفته!»
اتسعت عيناه وسأل بهلع: «هل أخبرت أمي وأبي؟»
«لا، لكن في المرة القادمة أخبرني حين تضع رقمي أول جهة اتصال في بيانات عملك أيها الوغد.»
استرخى جسده وحاول تحريك جسده متمتما بصوت لاهث: «تتصرف بذكاء لأول مرة.»
ضيق هلال عينيه ودنا منه مجددا: «لا تجعلني أبرحك ضربا، مرضك لن يوقفني.»
لوح آدم كأنه يهش ذبابة مزعجة وقال: «اخرس وساعدني في الجلوس، لا أستطيع رفع نفسي.»
قلب عينيه من فظاظته ثم انحنى ليرفع جذعه وعدل وسائده قائلا: «لم تلهث هكذا؟ انظر إلى نفسك، لقد أصبحت نحيلا جدا.. أنت تعاني من سوء تغذية أيها الأحمق.»
«نطق الطبيب هلال. بنيتي نحيلة بطبيعتها لا تتباهَ علينا لأنك تمتلك عضلات بطن وتمارس بعض الرياضة!» رد ساخرًا فتساءل هلال في نفسه كيف تحمل ويتحمل أخيه طوال الوقت؟ بل أسوء، كيف يحبه؟ حين لم يجد إجابة وضع يده على خصره باعتراض وقال: «تقصد بنيتك بنية ناجٍ من مجاعة، لا تعتقد أنك ستخدعني لأنك ارتديتَ معطفا أبيض وعلقت سماعة!»
أنت تقرأ
عائد
Romanceتعود ليل إلى العراق بعد غياب دام لثلاث سنوات عاشت خلالها في عزلة تامة. العراق كان مرتعًا لكوابيسها في ما مضى، وبيتهم هناك تسكنه الجثث والأشباح. العراق يستنزفها، لكن لا مكان آخر سواه تعود إليه. وبدل أن يستقبلها دفء الأهل، استقبلها آدم بسره الغامض، وج...