[٠٣]: ليل

118 26 18
                                    

أزرق

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أزرق.

دوائر واسعة مثل الساعات.

لون شفاف لم يرَ مثله قبلا.

عاصفة من الرموش السوداء الفوضوية الثائرة.

هكذا كانت عيون الفتاة التي فتحت له الباب وحدقت فيه بوجه باهت، كأنها رأت شبحا.

وبراءة، الكثير من البراءة. كل شيء يصرخ بالبراءة..

والغباء. أضاف آدم مواسيا نفسه، لكنه لم يتمكن من الحديث، ولم يتمكن من الحراك.

آخر شيء توقعه أن تكون هي من تفتح له الباب، ونظراته الخائنة لم تتحرك عن وجهها، ربما لفرط صدمته، ربما لأن زوج العيون هذا يشبه تماما ذاك الذي رآه في الأحلام التي نسجها رأسه.

وربما لأن قلبه الغبي كان ينبض داخل أذنيه حين رآها قد هدأ فجأة واستكان، هناك لوثة من الشوق، لوثة غادرة من الأنس لعقت حواسه وأسكرتها.

ليل البرغوثة عبثت بكيمياء جسده غير الموزونة وبعثرتها أكثر.

تبًا لها.

تبًا لزوج العيون هذا، الذي كان يحدق فيه بنظرات ثاقبة من الجهة الأخرى على المائدة جعلته يواجه مشكلة في ابتلاع طعامه.

الرحمة! هذه أول وجبة يتناولها هذا اليوم ويشعر أنه سيختنق بها. ما بال الطريقة المتفحصة التي ترمقه بها؟ وكأنها تعرف خطبه.

عبث بالمقبلات التي في طبقه دون أن يمتلك أدنى رغبة في الطعام. كانت الحمى قد أعتقت جسده أخيرا بفضل الأدوية ونام ساعتين بعد مناوبته. شعر بتحسن لأول مرة في هذا اليوم الطويل، وكان جائعا، معدته تنتحب داخل بطنه لأجل الطعام لكن شهيته مفقودة.

بدا الطعم ملتويا فوق لسانه، وملمس الأكل كان ترابيا مما أثار غثيانه مجددا.

قليلا بعد، عليه أن يأكل قليلا بعد كي لا ينهار.

«آدم.» رفع رأسه نحو أمه التي كانت تنظر إليه بامتعاض. «كل شيئا بدل أن تعبث بطعامك. لا تعتقد أني لم ألاحظ.»

أراد أن يقلب عينيه لكنه رنا إلى طبقه مجددا ورفع لقمة أخرى إلى فمه ثم لاكها بصعوبة محاولا ألا يتقيأ.

عائد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن