طغيان

34 . إدراك

✦-✦-✦

" نوسين "

نمُرّ بالكثير والكثير في حياتنا .. قد تطغى أشياءٌ على أشياء أخرى ما بين كل فترة وأختها ..

لربما نفرح في أيام لنبكي في أيام أخرى ..
ولربما نبكي ونُحبط كثيراً لنحصل على السعادة

كان الأمس يوماً شديد الجمال
كل ما به كان بديعاً فاتناً .. ومبهجاً

قضيت يومي مع ذلك الشاب .. غريب الأفكار والمنطق
لكن .. هذا ما جعلني أحبه أساساً

تجادلنا وتحدثنا كثيراً حتى سقطت نائمة بين ذراعيه
وكأنه المكان الذي خلقت لأسكنه ..

حينما عُدت صباحاً للنُزل إستقبلني وجه الصهباء الممتعظ .. ولم تترك سؤالاً إلا وقد طرحته علي

- أرجوكِ كاميليا هذا يكفي

نطقت بتعبٍ بينما أغير ثيابي إستعداداً للذهاب إلى المستشفى معهن ..

- لكن .. لمَ ترفضين إخباري أيّ شيء ؟
ظننت أننا صديقتان ..

تنهدتُ بعمق بعد ما نطقت به .. لأنظر لوجهها الذي تحول فجأة لوجه قط حزين ..
وكأنها تعرف نقطة ضعفي

- لقد ذهبنا في موعد .. لذكرى ميلادي

لمعت عيناها قبل أن تصرخ بعلوّ صوتها ..

- ذهبتما في موعد !!
وقضيتِ الليلة معه أيضاً ؟

فجأة وجدت فتيات النزل أجمع يطللن برؤسهن من الباب بسبب صراخها .. ويتهامسن فيما بينهن

مما جعلني أغلق فاهها بيدي وانطق من بين أسناني المتراصة

- أعرفتِ الآن لمَ لا أخبركِ أي شيء ؟

عادت لرسم تلك الملامح الوديعة وكأنها لم تفعل أي شيء
لأتنهد بعمق وأتركها لأرتدي معطفي الثقيل فوق ثياب المستشفى الخاصة ..

- لقد حان وقت ذهابنا للعمل الآن لذا تجهزنّ قبل ان تأتيَ السيدة صوفي وتوبخكنّ ..

قلت حال إنتهائي من إرتداء ثيابي لأخرج من الغرفة بينما تخبطت الفتيات في أرجائها يحاولن التجهز بسرعة ..

- أنتِ صارمة كثيراً كما تعلمين ..

قالت كاميليا بينما تسير قربي .. لأنظر لها بطرف عيني وأجيبها بذات النبرة

- وأنتِ مستهترة كما تعلمين ..

زمت شفتيها بحنق لأبتسم بخفية .. ثم أشبك كفها بكفي وأقول بصوت هادئ