ᴘᴀʀᴛ 3

97 29 62
                                    

...

إتسعت عيناها من منظـرٍ خلابٍ أمـَامها ، سـهل أخـضر لا شائـبة تشـوبه إلا من بعـض الأشـجار التي إصـتفت في شكلٍ نصف دائري حول نهرٍ جارٍ ، وكأنه مكان صنع خصيصا للارتياح من متاعب الحياة ، أو صـنع لـفـتاة لـم ترى العالم الخارجي لـ 18 سنة مضـت ، و من دون شعور سبقـت الفـتى بخـطواتها السـريعة ، حـتى أطلـت برأسـها على صفاء النهر ، نظرت إليه مطولا و دون كلام ، لكن الشاب الذي نـسيت خـلفها قـاطع شـرودها قائـلا :
"مالـكِ يـا أمـيرة ، ألـم تـري نهـرا مـن قـبل ؟"
أجابته بعد أن أحـست بـصيغة الـسخرية في كـلامـه المـاضي قـائلة :
" لـا أريد أن أفـسد على نـفسي جوي هـذا ، وسـأعتبـر كلامـك هـذا مجرد سـؤال فـارغ "

إبتـسم الـفتى بيـنما هو يـجلس عـلى الـأرض ذات الـعشب الأخـضر الـفاتح ،و بعـد تنـهيدة إرتـياح أطـلقها ، سـألها مـجددا:
" ألـا تريدين الجـلوس و إراحـة كـيانـك ؟ "
" بـلى أريـد ذلـك "
إتـجهت فـيوليت إلى جـانب الـفتى تـحت ظـل شـجرة ، وأراحـت نفسها المـتعبة بـأخذ هـواء الـطبيعة الـنقي ، و محـاولة نسـيان ماوراء أسـوار القـلعة ، والـإستمتـاع بالـلـحظة ...

بعـد صمت دام لدقائـق بين الـشابين أفـصحت فيـوليت تسـاءلها قائـلة :

" هـل تـعرفني بـحضرتك ؟"

" جوزيف يكـون إسمـي ، مـاذا عـنك يا سـمو الـأمـيرة ؟"

" أنـا فيولـيت "
و مـدت له يـدها مـصافحة إيـاه ، بعـد أن رسمت إبتسامة لـطيفة على وجهـها الـمشَّبع بالـجمال وقـالـت :

" تـشرفت بـمعرفتك جـوزيف ."

" إنـه لـ شـرف لـي سمو الـأميرة فيـوليت "

" أرجـوك نـادني بـإسمي ، إنـي لـأريد الـتخلص مـن جو القلعة اليـوم ، لا أريد تـذكر أني مـن أهلـها ، رجـائي منـك أن تنـاديـني فقـط فـيوليـت!"

أومأ برأسه إيـجابا و قـال :

"إذاً ما أخرجـك من قـلعتك يـا فيوليت ؟"

" لقد إستولى علي الكرب و الهـم و الحزن أصـبحت أرى الضلام في تلـك القـلعة ، تـعبت من نفـس الوجوه ، مـن نفس الـأكل ، من نفـس الجو ، لـم أعـد مـطيقة لـها ، إنهـا لـ سـجن بالنـسبة لـي "

𝐁𝐞𝐡𝐢𝐧𝐝 𝐭𝐡𝐞 𝐰𝐚𝐥𝐥𝐬 _ خـلـف الـأســوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن