إعدام الحب!

444 45 39
                                    

لا تغفلوا عن الدعاء لإخوانكم في فلسطين الذي يتخاذل الإعلام عن عرض معاناتهم و يتكتم عليها...الإبادة مازالت قائمة و المجازر لم تنتهِ بعد فلا تتوقفوا عن دعمهم أو مقاطعة منتجات عدوّهم.

لا تنسوا الڤوت و الفولو + شاركوني آراءكم في كل الأجزاء و الفقرات♥️



لم أشعر بذاك القدر من العجب في حياتي إلا حينما طرح عليَّ ألبير سريرة نفسه بشأن الآثام التي اقترفها ڤيكتور في سن متأخرة من طفولته! أخبرني أن الراهب اليافع نيكولاس كان يوهمه إيهاما شديد الدهاء أن ما يفعلانه_من الانتهاكات للفتاة الجاهلة_كان مشيئة الرب التي ستطهر روحها المعذبة من الشر..

كانت دونا الصغيرة تعاني من حالة خطيرة من الصرع و الهلاوس بسبب تغيير بيئتها الدافئة إلى البيئة شديدة البرودة التي تغوص بها كنيسة القديس يوحنا...كما أنها عانت من ألم نفسي كبير لانفصالها عن أبويها البيولوچيين لكونهم أرادوا لها حياة الراهبات و التقشف المتصوف.

حين حاول ألبير استطراد ما بقى من حديث وجد صراعا عنيفا من نيكولاس داخل رأسه لمحاولة دحض ادّعاءاته الفاشية حول كونه مجرد مغتصب للأطفال و ليس شخصية رائعة لها جوانب فنية و فلسفية!

_أنت تعلم أنك تفوق نيكولاس قوة يا ألبير، قاومه يا عزيزي لا تدعه يتمكن منك!

هتفت أحاول التغطية على التشويش الذي يقوم به عقل ڤيكتور على محادثتنا الثمينة كيلا يواجه بكل ألم ما يحسب أنه قد ارتكبه بكل سفور.

لم أجد الرد المتوقع من ألبيرتينو، إذ نهض فجأة يضرب على الطاولة بعنف ثم مال نحوي بجذعه مبتسما و تشدق بلهجة غربية جنونية أعرفها جيدا :

_أنتِ و الحمقى الآخرين لستم ندا لي أيتها الجارية المخلصة!! اذهبي لتقبيل قدمي مالككِ أوجاستينو و ابتعدي عن شؤوني.

نهضت أجذبه من تلابيه بكفيَّ مزمجرةً بحقد و غرور بدأ يتسلل لشخصيتي مؤخرا بلا داعٍ مفهوم :

_توقف عن محاولة إخافتي أيها الراهب المزيف و إلا استأصلت أهم جزء في حياتك المقرفة بيديَّ هاتين!

استحالت ابتسامته لأخرى هادئة رصينة و مستمتعة حين انطلق صوت ڤيكتور المعهود :

_أليس هذا شديد القسوة، كامي؟

_عدت لنفسك أخيرا؟!

_ألبير جاء ليكلمكِ باتفاق معي...لم أفقد نفسي بل كنت خجلا من الحديث عن الأمر.

تحركت لداخل الغرفة حين لفحت بشرتي رياح باردة فتبعني ينصت لما أردده على مسامعه باهتمام :

_حتى بعد الذي رواه لي ألبيرتينو من تعرضك الفظيع للإساءة حين كنت طفلا رفقة دونا صديقتك لم تتغير نظرتي لك يا عزيزي..

The monk || الراهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن