الحب و الحرب♠️

390 28 26
                                    

شكرا فعلا على انتظاركم ليا كل الوقت ده و تأخري في الفصل لكن العذر قوي و امتحاناتي مش سايبالي وقت إطلاقا♥️♥️

اذكروا إخوانكم المسلمين في فلسطين و سوريا و السودان في دعائكم فهم في كمد و عناء بالغ






كانت الصدمة شديدة الوطأة على ڤيكتور…ربما لأنه لم يستطع التعامل مع حقيقة الموقف المضطربة المنفصمة! ليس يسيرا عليه تقبل أنه هو نفسه الذي آذاني بأبشع و أقبح طريقة ثم أنه ذاته هو الحبيب الذي لا يحتمل معاناتي!

التعامل مع نوبات اليأس من كل شيء و الحزن المسيطر على الكيان هي اختصاصي بشكل تام، لذا كل ما تمنيته هو أن أراه مرة واحدة لأخبره أنه لا فائدة من معاقبة نفسه المسكينة على أمور لن تتكرر أبدا، بيد أنه قد تعافى بشكل شبه كامل من الانفصام العقلي الذي كان يعانيه بانتهاء نيكولاس و هزيمته أمامه.

لا يرعبني في غيابه القاتل و فراره المتخاذل أكثر من أن يمنحه شعور الهزيمة و الفردانية الذائبة بين ثلوج اليأس سببا للاستسلام أمام شخصية أخرى تحميه من خطر الذنب و اللوم! معرفة أنه على ما يرام من ماكسيم و فريد إڤردين تجعلني أتمادى في هوسي باسترجاعه و قضاء أيام جميلة معا…على الأقل يحق لي أن أتدلل قليلا بعدما لاقيته على يديه من عذاب و شقاء..

ابتسمت…كنت نائمة في الحديقة الخاصة بمنزله في قريته التي ترعرع بها أنظر إلى شاعرية التناغم الرقيق للنجوم و السحب…بسببك يا ڤيكتور بات يراودني شعور بالحسد تجاه الغيمات و النسمات لأنهن أكثر سعادة رفقة بعضهن مني أنا و أنت بكل تلك المسافات و الفواصل بيننا!

مر جماعة من الشبان القرويين فقال أحدهم مازحا بوقاحة :

_أليست الأجواء باردة للغاية لسيدة مثيرة مثلكِ يا جميلة؟!

لم أتمالك نفسي و عجزت عن حفظ اللعنات و التضارب تحت لساني…كان جوفي يحترق بالفعل جراء الكلمات التي رغبت في قولها لڤيكتور لذا بدلا من ذلك أطلقت العنان لغضبي المسعور باتجاههم :

_ليست أسوأ من فتى أمرد لا يكاد ينبت له شارب يتباجح على زوجة القس!

بما أنني قلتها بصوت عال جدا فقد سمعني المارة و الجيران…كان الفتى كالقط الذي سقط في دلو من ماء الغسيل، لا يكاد ينطق إلا بالعثرات و الهمهمات الخرقاء.

لم يتحمل نظرات الناس له كأنه جرذ مجارير في الحي فهرب و رفاقه نحو اللامكان و تركوني أعاود التأمل في السماء القاحلة من كل حب أو عاطفة شغوفة تستحق.

حين كنت أتقلب يمنة و يسرة فكرت أن أرتحل إلى مدينة بعيدة حيث أجد لنفسي رجلا غير ڤيكتر يتوقف عن معالجة أزماته اللعينة بالهرب و الاختباء؛ لكن فكرة التواجد في أحضان شخص آخر مهما تصورته لطيفا، وسيما، مخلصا جعلتني أقشعر. أنا مملوكة بالكامل لذاك السافل الذي يسهل عليه الاستغناء عني طيلة الوقت..

The monk || الراهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن