الأفعى و الدب الأسود

533 44 63
                                    

لا تفتروا عن الدعاء لإخزانكم المسلمين في غزة و كل بقاع الأرض بالنصر الدائم و الغلبة على عدو الله و عدوهم♥️

لا تنسوا الڤوت و الفولو و شاركوني برأيكوا في الكومنتات و الرسايل♥️



رغم أن ڤيكتور أبلغ الأسقف بكل جرأة و بساطة أنه سيتوقف عن العمل في الكنيسة ولو عامل نظافة، إلا أنه عامله كالولد الصغير و وافقه على مراده دون مجادلة ثم أمره أن يمكث ليلته في حجرة الراهب الذي وهبه إياها.

لم تكن تلك المرة الأولى لكلينا هنا…لكن الفرق أنني لم أعد الفتاة الرقيقة الناعمة التي بوسعها احتضان قساوة السعير الذي يصرخ في قلب ڤيكتور…و هو ليس القس الطاهر ذو العواطف الناعمة..لقد سحقنا الزعيم و سيفعل أكثر من ذلك مستقبلا.

نزعت المعطف و ألقيته على الفراش البسيط ثم ضحكت في خجل جمّ حين لاحظت الزهور و الفواكه التي تزين ثياب نومي البلهاء أمام زوجي الذي للتو التقيته بعد أشهر من الفراق.

ضحكت دون قصد فالتفت يسألني بينما يخلع معطفه كذلك :

_ما الأمر؟

قلتُ بينما أناملي تغطي فمي الباسم :

_ألا ترى ما أرتدي؟! بسببكِ اضطررتُ للخروج أمام العالم أجمع بمنامة بلهاء

تراجع خطوة للوراء ثم نظر إليَّ برهة و ضحك أكثر مني! مسح على شعره معيدا الخصلات الشاردة إلى مسارها بينما يتحرك بشكل عشوائي و يضحك ساخرا من هيأتي الطفولية…تلك المرة الأولى التي يضحك بها ڤيكتور مذ رأيته طوال ساعات منصرمة.

أقبل عليَّ بجدية مفاجئة ثم أسند كفيه لمنكبيَّ و سأل كاتما ضحكاته تماما كما فعلتُ أنا :

_أجيبيني بصراحة…أين كنتِ محتجزة؟ بمنزل الألعاب القطنية الخاص بالفتيات الرضيعات؟!

_هل أثير مشاعرك بما أنك متحرش مشهور بالفتيات الصغيرات؟!

هززت خصري في حركة كيدية فرفع حاجبه مبتسما باستنكار…أراد الإمساك بي لأوقف الرقص الغريب الذي أقوم به لكنني هربت إلى ركن آخر من الغرفة و حذرته متظاهرة بالصدمة :

_هل ستقوم بتلك الأمور الفاحشة هنا في صومعة راهب؟! ألا تخشى أن يمسخك الله ثورا بلا قرون؟!

_أخبرتكِ أنني صرتُ روحا شريرة…دعيني أستفيد بألاعيب الشيطان قبل أن أذهب إلى الجحيم..

اقترب مني بتربص فهربت إلى جهة الباب و صنعت درعا من كرسيٍّ خشبيّ رث هاتفة كمحارب في مواجهة كتيبة الأعداء :

_لا يهمني إن كنت روحا شريرة أو روحا بطعم النبيذ الأحمر…إن اقتربت من تلك البقعة سأقوم بتفتيت كبريائك!

ترنح و كفيه في جيوب بنطاله كنوع من الاستهزاء و التسلية بينما يبتسم عابثا كما لم يفعل من قبل :

The monk || الراهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن