وجه آخر للذئب الجبلي!

653 55 12
                                    

أكرر التحذير من المشاهد في الرواية و طبيعة موضوعاتها الحساسة اللاذعة التي قد لا تناسب بعض القراء⚠️

لا تنسوا الڤوت و الفولو و قولولي رأيكوا في الفصل و توقعاتكوا♥️♥️


*****

_أتشعر بشعور أفضل الآن؟

قلت حين لاحظت تنهيدة السيد كامو بعدما انتهيت من تطهير جرحه الذي كان معبأً بالدماء الفاسدة.

نظرت إليَّ بكلتا عينيه أخيرا بعدما كان مضطرا لاستعمال إحداهما فقط و ابتسم شاكرا بامتنان كبير…ربما لم يكن متوقعا لي من رجل مثله :

_لا يمكنني شكركِ كما ينبغي، كان هذا التورم مؤلما بطريقة غريبة.

_هذا كيلا تهدد الأطباء بالقتل ثانية، الطبيب عقل يفكر في حل مشكلتك…لو كان خائفا مشلول العقل من ينقذك؟

ابتسم ابتسامة أوسع و هو ينظر إليَّ من الأسفل…كنت أعلو فوقه بعدة سنتيمترات بسبب كوني فيما يشبه الوقوم بينما هو جالس و مرتاح تماما..

علمت أنه قد يكون راغبا في الضحك على تعليقاتي بشأن مشكلته لذا لم استرسل في الحديث و نهضت أمسح يدي بالمطهرات قبل أن أذهب لغسلها أيضا…

نظرتُ إلى ألبير بلامبالاة غير آبهة إن كان غاضبا أو يشعر بالغيرة لأنني عالجت الرجل الغريب…أردت التحرر من احتجازه النفسيِّ لي فتجاهلته نسبيا…أعتقد أن هذا أزعجه قليلا لكن ليس مثل كوني خائفة منه بشكل مستمر.

_سأذهب لغسل يديّ.

هز رأسه مشيرا إلى الطريق الذي يؤدي إليه فذهبت إلى هناك و بدأت في غسل و تطهير يدي…كان وجهي و عنقي مزينا بقطرات خفيفة من الدماء تناثرت عليهما بسبب الجرح فبدأت في غسلهما جيدا.

ولجت امرأة إلى المرحاض كانت زوجة أحد الرجال الجالسين برفقتنا يدعى "فريد إيڤردين" لم يكن إيطاليا لكنه أحب العيش هنا كثيرا مثلما أخبرتني زوجته "كارين إيڤردين"

وقفت السيدة كارين بجواري و دون أي مقدمات قالت بابتسامة راقية لبقة للغاية :

_سيدة كاميلا، أيمكنني استشارتكِ بأمر ما بما أنكِ طبيبة نفسية؟

كانت ودودة ولا يبدو في عينيها أو صوتها أن لها نوايا سيئة لذا بلا تردد أجبتها بحبور :

_ بالتأكيد، سيدة كارين.

فركت يديها ما لوهلة كأن ما تود قوله حساس أو خطير…ثم بعد تردد لحظات سألتني و قد غابت الابتسامة المهذبة عن وجهها و تم استبدالها بأخرى شبيهة بالبكاء الكاذب :

_زوجي…يعاني من كوابيس رهيبة تحرمه النوم ليلا أو نهارا…بدأت تلك الكوابي منذ فترة تجعله عنيفا للغاية في المنزل كأنه على وشك ذبحي…أنا حبيبته…لا أعلم ما يتصور أنني فعلته خاطئ ليكون هكذا لكنه لا يلبث بعد إيذائي إلا و يستفيق ثم يبدأ بالاعتذار…أرجوكِ قولي أن هناك علاج لهذا يا طبيبة!

The monk || الراهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن