صَخَبُ الْأَروَاح || هيونلِكس

٠٠ : حِينَما ابْتَدأتْ تِلْكَ الحُرُوبْ

يون يونغبوك فتى كوري بأم أسترالية وقد عاش سبعة أعوام من حياته في أستراليا قبل أن ينتقل لكوريا بسبب ظروف عمل والديه وقد قضى هناك خمس عشرة سنة أخرى..

تلك الأعوام الخمسة عشر لم تكن سهلة عليه فقد كانت مليئة بالإهمال من والدته وكلمات الاستحقار والتحطيم والأذى النفسي من والده وشقيقته والضرب والتعذيب الجسدي من قبل شقيقه..

لقد عاش عقدًا ونصف من العذاب النفسي والجسدي وقد خلّفت كلماتهم الكثير من الندوب على قلبه وأثر أذاهم كان ظاهرًا وبوضوح على جسده.. أصبح فتى ضعيف الشخصية ويكره وجهه وجسده بسببهم.. هم قد شكّلوا له عُقَدًا نفسية لن تزول بسهولة..

لم يكمل يونغبوك دراسته الثانوية حضوريًا لأن والديه كانا ينفقان جميع أموالهما على شقيقه الأكبر وشقيقته الصغرى.. هم بالكاد قد وفروا له الطعام حتى!

وهذا ما اضطره للعمل بعدة دوامات جزئية لتوفير طعامه وملابسه.. لكنه لم يستطع الدراسة سوى أسبوعين في الثانوية وقد سحب والده الأموال من المدرسة ليكمل نفقات جامعة إبنه الأكبر

ما جعله يكمل دراسته منزليًا وبالطبع مستواه الدراسي كان أقل من الطلاب الذين يأخذون الدروس حضوريًا مع مدرسين مختصين لكنه حصل على الشهادة في النهاية.

هو قرر بأن كل هذا سينتهي عندما بلغ الثامنة عشر من عمره وهو بالفعل يعمل على ذلك وسينتهي قريبًا..

كان يعمل على جواز سفره وهوية جديدة بإسم ولقب جديدين وقد درس لغة بلده الجديد وأتقنها ويعمل على إجراءات دخول البلد كمقيم بمساعدة صديق قديم يعرف شخصًا يعمل في السفارة الأسبانية وقد حصل على مقعد في جامعته الجديدة بمساعدة ذلك الصديق..

فقط ليحول جميع أمواله التي يجمعها في دفتر مدخراته منذ سبع سنوات لحسابه الأسباني الذي فتحه بمساعدة صديقه المقيم هناك وينهي إجراءات السفر وسيبلغ عن والديه وأشقائه بتهمة العنف الأسري..

ومع أنه موقن تمامًا بأنهم سينفذون بجلدهم منها بأموالهم وعلاقاتهم لكن ذلك سيعطيه الفرصة للهرب دون أي أثر عندما يكونون في الحجز..

هو خطط لكل شيء وسينفذه في غضون أسبوع.. كان يجمع صورًا وفيديوهات لآثار ضربهم وصراخهم عليه لثلاث سنوات.. كان يقاومهم لكنه ضعيف البنية والشخصية بالفعل لذا فمقاوماته لم تكن تجدي إلا نادرًا.. هو حتى يمتلك دليلًا من ذلك اليوم عندما اغتصبه شقيقه الأكبر!!

لكن ما لم يحسب يونغبوك -أو لي فيليكس الآن- حسابه هو أن جاره في سكنه الجديد يكون رئيس أكبر جماعة مافيا في أسبانيا بأسرها.. لم يكن بحساباته أنه سيتورط معه بشكل فظيع ومخيف..

تكمن فظاعة الأمر في نظر فيليكس في أنه لم يتوقع أن الآخر سيستمع لصخب روحه الذي حاول إخفاءه في أعمق نقطة بداخله لكن ذلك الرئيس قد استطاع سماعها تناجيه أن ينتشلها من وحل العتمة ولم يتوقع أن يرى الأسباني جانبه المثير للشفقة على حد قوله..

لم يعتقد يومًا بأنه سيتخلى عن هويته التي جاهد من أجل صنعها.. هويته التي قد عانى كثيرًا بل عانى بشكل لا يوصف من أجل أن يصل إلى ما وصل إليه.. لكي يكون فيليكس الجديد!

هو لم يتوقع قط بأنه سيرمي بكل ذلك عرض الحائط ويعود لنفسه القديمة من أجل أحدهم.

وبالرغم من أن الأصغر يظهر الخوف وأشد الكره لهوانغ إلا أنه شاهد ذلك كله وشعر به.. نظر عميقًا في روحه بشكل لا يوصف..

لكن الطريقة التي عامله بها بعدها كانت مالم يرغب به الأشقر يومًا.

والأدهى والأَمَرّ أنه لم يتوقع أن روحه سترتبط هي الأخرى بذلك الأسباني المخيف رغم إصراره مع عقله على كرهه الشديد..

,,يا نفس أفصحي ويا قلب خبِّر.. ويا روحه اهمسي لي بربك خبريني بما يحدث من حولي!..

قولي لي ما يبغيه قمركِ البديع الذي منذ أن وطأ حدودي وجدته وبكل جرأة قد احتل روحي وزلزل أراضيها وشتت أركانها...

إن القواميس من بعده قد أعجمت واللغات ألجمت والألسن أخرست والأعين جفت والجسد هالك والدواخل قد أنهكت وبعثرت...

وجدتني أخط آلاف الحروف عن ذلك الكائن الأليق حتى جفت أقلامي ونفذت أحباري.. لا أجد وصفًا مناسبًا لما أثاره في روحي بهذا الشكل.. شعرت بشيء يستيقظ في أعماق تلك الروح الضائعة.. أعطاني حياة لم أحلم بها ثم وبكل بساطة رحل تاركًا إياي تائهًا حائرًا ومكبلًا بقيود هواه عالقًا بين أن أكون وأن لا أكون..

أهلكت شيئًا صغيرًا بداخلي كنتَ أنت من أيقظته وبسببك أيضًا قد رحل بعدما اعتدتُ الشعور به وألِفتُ وجودك..

أفنيتَ روحًا من بعدك يا ابن هوانغ,,

رح تنزل ١ يناير إن شاء الله

أعطوني توقعاتكم هنا

نوع الرواية جديد بالنسبة لي وما قد كتبت عنه أبدًا من قبل..

الرواية لها معاني عميقة جدًا وراها وقليل اللي حيفهموا الرسايل اللي أبغا أوصلها من خلال هالرواية

تطلعوا لها وأعطوها كل الحب رجاءً ♡

كونوا بخير~ راي تحبكم كلكم 3>