ʚ°ɞ

66 10 72
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~

°°°

كجميع بدايات السنة، تكون الشوارع مزدحمةً في جميع أنحاء مدينة شيكاغو الكبيرة، يصعب عليك إيجاد أشخاصٍ اتخذوا منازلهم مكانًا مناسبًا لاحتفال بداية السنة، حيثَ ٱرتكز معضمهم في أوساط الشوارع يحتفلون و يشعلون الأسارير في هذه الأجواء الباردة من هذا الشهر.

و تشوِي يُونجون الشابُّ الآسيوِيّ في الجهَة المقابلَة، ٱعتادَ أن يبقَى في شقّتهِ طِوالَ الشُّهورِ الباردَة من أولِ السنَة و نهايتِها، منذُ أن ٱنتقلَ للعملِ فِي أمريكا منذُ بضعِ سنوات، ليسَ و كأنّهُم لا يفعَلُون المثلَ فِي بلادِه لكِن عاداتِه تغيرَت منذُ هجرَ مسقطَ رأسِهِ و عائِلتَه، و لَم يتمكّن من كسبِ الكثيرِ منَ المعارِفِ فِي أمريكَا سوَى بعضِ زملائِهِ في العملِ و بطريقَةٍ سطحيّة.

ٱرتجلَ غُرابيُّ الخُصلاتِ من سيّارتِه السّوداءِ البسيطَة بعدَ ركنهَا بطريقةٍ عشوائيّة قربَ شِقتِه الخاصَة المتواضعَة، كانَت حالتهُ الماديّة متوسطَة بفضلِ عملِه الحسنِ في شركَة كبيرَة كمنصبِ محلّلِ البيانَات.

أردفَ شُقتهُ بهُدوءٍ و تعَب ليخلعَ حذائَهُ فورهَا في أولِ زوايَة نظرٍ يراهَا في الشّقة، ثمّ صعدَ لغُرفتهِ يرتمِي على سرِيرهِ بفَوضويّة، كانَت أطرافُ أصابعِه تكادُ تتجمدُ من قسوةِ بردِ هذهِ الليلَة.

لهَذا كانَ يُونجون يكرهُ الشتَاء و خاصّة الأشهُر الأخيرَة لَه، كانَ كلّما يَرى قطراتِ المطرِ يحنُّ لبِلادِهِ الحَبيبَة حيثُ كانَت كثيرَة، و يحنّ لعائِلتهِ و أُسرتِه.

فكرَ يُونجون كثيراً في تركِ عملهِ و العودةِ لبلدِه، لكِن كان ما يجعلهُ دائماً يتراجعُ و يُنسيهِ غُربتهُ هيَ أختهُ الكُبرَى مِيا التِي تعملُ أيضا هنَا فِي شِيكاغُو كمُمرّضَة، كلمَا أحسّ بشيءٍ منَ الوِحدةِ هرعَ لزِيارَتها.

ٱهتزَّ هاتِفُ طوِيل الخُصلاتِ الغُرابيَة مُعلناً عنِ ٱتصالٍ جاعلاً الأخِير يزحفُ إليهِ على السريرِ معَ تنهيداتٍ طَويلَة.

"مَرحباً؟"

أخرجَ صوتاً عميقاً إثرَ نُعاسهِ و تعبهِ مغمضاً لبُنّيتاهُ دونَ أن يلقِي نظرةً على المُتصِل

"سيّد دانَيال الخاصُّ بأختهِ لقَد إشتقتُ لكَ كثيراً" 

فتحَ أعينهُ بقوّةٍ قبلَ أن ترتسمَ ٱبتسامَةٌ عريضةٌ علَى وجههِ عندمَا تلقّى الصوتَ الأُنثويّة النشيطَ عكسهُ منَ الجهَة الأُخرى

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن