ʚ°ɞ

23 6 32
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~


°°°

"آسفون ليسَ لدَينَا مكانٌ شاغرٌ للعمَل يمكنُكِ المُغادرَة" 

هذهِ المرَّةُ الرابِعَة لهَذا اليوم الذِي تتلقّى فيهِ ڤِيلانْ هذهِ الجُملَة القاسيَة منذُ أن بدأَت تبحثُ عن مكانٍ عملٍ بديلٍ، لكِن الجميعِ يقومُ برَفضِها  بقَسوَة،  لَم تترُك محلاً قريباً لَم تقترِح عليهِ عملَها، لَم تكُن تفكرُ بصُعوبَة العمَل حتّى.

جلسَت على إحدَى عتباتِ المَحلاتِ تُريحُ قدمَاهَا بمَلامحَ مُتعبَة بينَما تتنهّدُ بينَ الحينَةِ و الأُخرى، لوهلةٍ تسللَّت إليهَا مشاعرُ يأسٍ قاسيَة، صوتُ في دواخِلِها يَقول:
'توقّفِ عَن المُحاولَة، لا أحدَ سـَ يقبلُ بكِ'

حينَها فقَط تزيّنَت مُقلتاهَا بغِطاءٍ زُجاجيّ، كانَت ترغبُ بشدّة بأن تترُكَ كلَّ شيءٍ وراءَها و تَهرُب، هيَ ليسَت قادرَةً على حملِ هَذا العِبئَ الثقيلَ بعدَ الآن ، ليسَ و كأنّها باتَت تستطيعُ تحمُله، نكسَت رأسها جاعلةً تلكَ الغرّةَ الكَستنائيّة تنسابُ بخِفةٍ تُغطي عينَاها اللواتِي بدأنَ بإسقاطِ بعضِ القطراتِ المالِحة.

لكِنّ صوتاً منَ دواخِلَها تردّد بِها، علّها عرفَت لمَن ذلكَ الصوتُ عندَما وسعَت عيناهَا على الأرضِ أمامَها حيثُ سقطَت دَمعتاهَا اللتانِ لَم تتبخرَّا بَعد، إنهُ صوتُ دانيَال، جملتهُ عندَما قال:
 ' لا تيأسِي أبداً، جميعُ المشاكِل يمكنُ أن تِحلّ وجميعُ الجروحِ ستَلتَئِم!، ثمَّ نُصلِّي كُلنَا لجدّتكِ و ندعُوا لهَا شِفائاً!'

تذكّرَت وجهَ جدّتِها المُبتسِم، إنهُ الدافعُ الذِي دفعُها للكَربْ، كيفَ فكرَت فِي الٱستِسلام؟.

مسحَت دُموعهَا، و رسمَت ٱبتسامَة شافيَة، ثمَّ ٱستقامَت بٱشرَاق مُخاطبةً نفسَها

"يُمكنكِ فِعلِها ڤِيلانْ! "

°°°

السّاعَة التاسِعَة مَساءاً، قدْ صفَت السماءُ و أخيراً منَ السحابِ الداكِن، كانتَ هذهِ الليلَة الأولى التِي لَم تبكِي فيهَا السّماء و تُنزلُ دموعَها طوالَ هذا الأُسبُوع الحزِين.

ركنَ آسيَويُّ العينَينِ سيّارَتهُ السوداءَ، و بدلَ أن يرتجلَ منها ٱختارَ هوَ فقَط أن يريحَ ظهرهُ على خاصةِ الكُرسيّ يُغلقُ عينيهِ بٱرهاق تحتَ نظّارَتَيه ، كان يومهُ متعباً ككُلّ أيامِه، و روتينيّاً للغايَة، يجعلُه ذلكَ يتساؤلُ عَن مجرَى هذهِ الأيامِ، وعَن مُنتهاهَا، كيفَ لَها أن تكونَ متشابهةً كُلياً بهذا الشّكل؟، تترُكُ لهُ طعماً منَ المرارَةِ فِي فمِه و تتلوّنُ باللّونِ الرّماديّ الداكِن، كلونِ القمرِ و النجومِ في سماءِ هذهِ الليلَة.

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن