ʚ°ɞ

16 5 32
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~


°°°


و فجأة، و عندما تلاشت خيوط ظله عند مرءى بصرها، أحست ڤيلان بهذا العُواء السّعِر الذي كان يكبت نفسه منذ زمن داخلها، و الذي كافحت لتبقيه مكبوتاً كما هو، و الذي لم تسمح له بالظهور على محياها أبداً، ذلك الصراخ الذي يكاد يقطع الأحبال الصوتية لشذته، و تلك الدموع الغزيرة كمطر يسبب فيضان، ذلك الصوت لأجل الخروج، لقد كبحت كل ذلك.

تستطيع ڤيلان أن ترسم الذكرى في عقلها عندما بدأ ذلك الصوت بداخلها بالعويل لأول مرة، عندما حدقت بيدي والدتها المرتجفة تلتف حولها وهي صغيرة، و هي طفلة لا تعرف كيف تعيش، عندما حدقت حينها بوجه أمها الدامي و الباكي أمامها، مازالت تتذكر شكل أبيها و هو يحترق في النار التي تدخل من نافذة السيارة و هو غارق في دمائه، الأيدي الغريبة التي انتشلتها و أخرجتها من تلك السيارة المشتعلة بعد حادث مروع، و هي تصرخ و تنوء، و هي تصفع الهواء و تطعنه بقدميها و شهقاتها، و نداءاتها و هي تبكي، مازالت تتذكر كل ذلك.

لكن الآن، ڤيلان أحست بنفس الشعور الذي أحست به حينها، شعور أن تكون وحيدا تماماً مجدداً، الآن، و بعد أن ماتت جدتها، عاد ذلك الشعور بأنها خاوية، فارغة، فارغة من أي شيء وكل شيء.

"ڤِيلَان-..."

ينتشلها صوتٌ من الفراغ، من عمق الفراغ و اللاشيء، تستدير برأسها الذي تيبس لدقائق طويلة أخرى و هي فارغة، و هي لا تريد أن تفكر أكثر بكل هذا
لا تريد، لا تريد، لا تريد...

"كُفّـي عن التفكِير،...، أرجوكِ"

تحدقُ به، عيونه تتوسل، عيونه بدأ الآن و فجأة ينتابها فضول شاذٌ نحو لونهما الحقيقي، و هما مزيجان من أسود قاتم وبني هادئ، و هما ترتجفان في محجريهما تتوسلان لها، أن تتوقف، و هي تريد ذلك، تريد أن تتوقف لكنها فقط،..، لا تستطيع...
لا تستطيع...
لا تستطيع!.

لم يسعها سوى أن أجبرت نفسها على بلع العقدة الصوفية التي توقفت في جوف حلقها، و تُومئ.

كذبت: "أنا بِخير" و رسمت ٱبتسامة ربما أشعرته ببعض الأمان، رغم أنه يعرف أن ذلك ليس صادقاً، لكنه يجبر نفسه على الإيماءِ و المُضي قدما بأقدامه ينتظرها خارجاً أن تنتهي من تحضيرِ نفسها للخروج.




°°°

حدقتاها ترتجفان في بُؤبؤتاها، تحدق أمامها و هو يحدق بها، بٱبتسامة متوترة، يترقب تعابيرها عندما تُناظر هذه الشركة الكبيرة المهندَسة بطريقة جذابة، وهي تنقل بزوايا عينها بين الأروقة و الأقسام بينما يتمشيان فيها متجهان لمكتب المدير، هناك حيث سينهي دانيال الإجراءات الأخيرة لتوظيفها هنا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن