ʚ°ɞ

25 7 13
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~


°°°

مُستوى كالزُّجاج، كجليدٍ تتزلّجُ عليهِ أقدامُ جسدٍ ضعيفَة لم تعُد تقوى على حَملها، لكنّها ليسَت كذلك، بَل هيَ بِركُ من المياهِ الصافيّة، تُضربُ بشلاّلاتٍ من دمعِ السّماء،  و شلاّلاتِ من دمعِ ڤِيلاَن، تجرُّ جسدَها الفارغِ منَ الداخِل، تُسقطُ عبراتٍ من مياهٍ مالحَة لم تقوَى على كبحِها، أُرهقَت عيناها و ذبُلتَا منَ البَحث، و إلى متَى؟، إلى متَى تستمرُّ بالبحثِ عن مُبتغاها دونَ جدوَى، كانَت هذه الليلةُ حزينَة بطريقَةٍ لم تفهمها ڤِيلاَن التي سمحَت لجسدِها بالتربُّع على عتبةِ متجرٍ تُريحُ قدميهَا و فُؤادَها المُهلَك.

ٱستمرّت الألسِنَة بطَردِها طوالَ النهار، كمَا فعَلت الحيَاة، شيءٌ يصرخُ بها أن تتوقّفَ عنِ المحاولَة، لكنّها ترفُض كلّما تراءى لهَا طيفُ جدّتها السعِيد أمامَها يُشجعُها، ربّما لم يظهَر عليها من قبلُ، لكنّها كرهَت شعورَ العجزِ أمامَ الظّروف، كرهـت شعورَ الٱمتنانِ و الفضلِ الذِي أجبرَ على مداهَتها أولَ مرةٍ تُجاهَ دانيَال و أُخته، هيَ حقا مُمتنة و تشعرُ بفضلِهما، وهاذا يُمزّقها، فقَد سإِمَت من شعُور العجزِ و الٱحتياجِ للآخرِين، أرادَت أن تكتفي هي و جدتُها بنفسِها، دونَ اللجوءِ لأحَد، لكن هاهيَ ذا الآن تتخبطُ بالشوارِع دونَ القُدرةِ على إيجادٍ عملٍ يُعينها، ثانيةً، هاهيَ ذا توقفُ قدماهَا عن المُضيّ قُدما و المحاولَة.

توقّفَت عينَاها من قمعِ دموعِها و أطلقَت لها العنانَ تُغرِق صفحةَ وَجهِها،  و أفرجَ ثُغرهَا عن شهقاتِها المَكتومَة تتعالى شيئاً فشيئاً في هذا الزُّقاقِ الخالِي، و ٱنسكبَت خصلاتُها الصّفراءُ المُشتعللَة المُبلّلة، تغطّي وجهَها الباكي المُنتكِس، و ترتعِدُ أطرافُها و جوارحُها بسُكون، لا أحدَ يسمعُ نحيبَها، ولا كأنّها اعتادَت على أحدِهم قبلاً يضُمّها إلى أضلُعه غيرَ جدتِها، و التي ترقضُ الآن بغيبوبةٍ طويلَة طالَما تمنّت أن ترافِقها بِها، فتنعمَ بنعيمِها و ملمسِ كفيّها الرطبِ على شعرِها الطّويل.

تَغرقُ بدموعِها كالجحيم، ثمَّ ينتَشلُها صوتُ من أعماقِه، و يُسقطُها بجحيمٍ أشدَّ قسوَة، صوتُ رنينِ هاتِفها المُبلّلِ في جيبِ سُترتِها، بلحنٍ حزينٍ بدَى و كأنهُ يُقطعُ في طبُلاتِ أُذنها بطريقَة عنيفَة، و بأفكارِها، فٱرتجفَت يَدها في تردّدٍ عَن إمساكِه، عندَما داهَم قلبَها شعورٌ غريبٍ و مفاجِئ بالخوفِ و الرّهبَة، لكنّها حارَبت ذلكَ الشُّعورَ و نفضَت دموعَها بكمّ قميصِها المُبلل تلتقطُ هاتفها من جيبِها، و ترفعهُ لأُذُنها بضياعٍ بالاشيءَ أمامَها.

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن