ʚ°ɞ

28 6 41
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~

°°°

كانَت عقاربُ الساعةِ تتَدلّى من بعدِ الساعة العاشِرة مساءاَ، صوتُ ضغطِ زرائرِ الحاسوب و صوتُ تلاثُمِ الأوراقِ التي تَبدو كما لَو أنها قَد التصَقت ببعضِها لوقتٍ طَويل قبل أن تقفزَ على بعضِها الآن تحتَ أناملِ طويلِ الشّعر.

لكنّها سُرعان ما راصَت عندما تجمّدت أصابِعُه عليها فجأةً تزامّناً مع رفْع رأسهِ للأعلَى مُحدقاً في النافذةِ أمامهُ جاعلاً خصلاتَ غرتـِه الطويلةِ تُعانقُ عينيهِ حاجبةً عنه رُؤيةَ القُرص الأبيضِ المشعِّ في الأعلى،  لذا فرأسُه قد ٱهتزّ فقط يُشيحُ تلك الخُصلات ثم بأصابِعه ساعد‌َ في ازاحتِها بشكلٍ لم يدُم.

كان دانَيالْ مشتتاً تماماً،  ليس وكأنه لم يعتَد على ذلِك، لكِنه فقط قد اعتادَ على أن يستَقبلَ نُسخةَ الشخصيةِ الٱنطوائيةِ  هذه منهُ التي أصبحَ عليها، و الغارقةُ بمحيطٍ من الأفكارِ المّبعثرة بوَتيرةٍ مُعتادة، توقّفت هيئتُه عن الحركة لفترةٍ بينما ما يزال يُحدقُ للسماء، لون أزرقٌ غامق مسكوبٌ على واحدَ أسوَد و نِقاطٌ  لامُتناهية مُشكلةً النُّجوم قَد أُسِرت في مُقلتيه،  حتى أحسّ ثانيةً بذلك البردِ القاسي يقتحِمُ أطرافهُ فعانقَ ذراعيه إليهِ أكثر يتجاهلُ ذلك الألمَ الذي يُخلِّفه استِضامُ الريح الباردةِ بوجههِ و رقبته المّتعرقَتان تحت وشاحهِ القرمزيّ.

قاطعَ أجوائه في مكتبهِ الخاص في الشركة صوتُ صريرِ البابِ الذي انزلقَ إلى مسمعِه و ٱنتشَلهُ من شروده بعُنف، ليرفعَ بعينيهِ و حاجبيهِ أعلى جسدِ هذا الذي ٱقتحمَ عُزلته بشكلٍ مُزعج و قد بان ذلك على ملامح فحميِّ الخُصلات بعد ان تعرّفَ هُويةَ زميلهِ اللئِيم-كما ينعتُه- تشوِي بُـومغيُو، و الذي يُنادى هنا بـ بِــيـنْ.

"آسِفٌ لَم أستطِع أن لا أقتحِمَ هُدوءكَ هذه المرّة، لم نعُد نرى وجهكَ وراءَ حيطانِ مكتبكَ إلا عندَما تنوي الٱنصِراف!"

ألقى الدخيلُ الجديدُ كلماته بلَذاعة و ٱستفزاز عكسَ معناها، كان شاباً سويّا يافع الملامح العميقة، بوجه آسيويّ بدى وسيما، و لكن لم يكُن يبدو على ملامح دانيال أنه يَستَرُّ برؤيةِ هذا الوجه.

التهمَ الفحميُّ الهواءَ الباردَ من فمِه مغمِّضاً عينيهِ ثم أغرقٕ وجهه في أوراقهِ مجدداً مُقرراً عدمَ تجاهلِ الردِّ عن الذي اقتربَ مع ٱبتسامة لعوبةٍ قد اعتادها الآخر عليه.

"إِذاً هل يشتاق بُـومغْـيُو لزميلهِ لهذهِ الدرجَة؟"

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن