ʚ°ɞ

17 7 12
                                    

أَضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~


°°°

كانَت ڤِيلاَنْ تُفكّر، ماذا لو لَم يتِمّ طَردُها من مَكانِ عملِها القدِيم؟  ، لَم تكُن لتتَعرفَ على الشابّةِ مِيَـا اللطِيفَة-التي باتَت تُناديها بأُختِي الكبيرَة، و هيَ حقاً تعنِي تلكَ الكلِمة-، لَما كانَت مُتواجدةً هُنا الآن في بيتِ الشابِّ الآسيَويِّ البهيّ الذِي يُدعى دانَيالْ إن لَم تنسَى ٱسمَه، رَغم كلّ الظّروفِ القاسيَة التي كانَت تعيشُها،-و التِي لم تُطلع عليهَا أحداً بعدُ غيرَ مِيا-، هيَ تُحسّ الآن بسَعادَة، سعادةٍ لا تستطيعُ تبريرَها و لا تتجرأُ سُؤالَ نفسِها عن سببِها، رغمَ أنها مُجرّدةٌ من أيّ عملٍ أو مصدرِ رِزق تنفقُ بِه عليهَا وعلى جدّتهَا المَريض، لكنّها مازالَت تشعرُ بٱمتِنانٍ عظِيم.


حدّقَت فِي دانيَالْ الذِي كانَ يقتربُ منها حاملاً صحناً رمادياً عليهِ بعضُ المأكُولات التِي لَم تُرهِق ڤيلاَنْ نفسَها بالتخمينِ عَن طبيعَتها، حدّقَت بهيئتهِ بشُرود، و كأنّها باتَت تتخيّلُهما وحدَهُما في الجنَّة، وحدّقَت بٱبتِسامتهِ اللطيفَة المُنكسرَة،  و حينَها فقَط، أدركَت سببَ سعادَتِها تِلك،  رأَت إبتِسامَة أختهِ من خلالِها، أصبحَت ترَى الآنَ شخصانِ يُساندِانِها معاً بعدَ أن كانَت في السابقِ وحيدةً لا كتِفَ تتكئُ عليه،  و كأنّ الربَّ أنزلَهُما من السماءِ لحملِ الثقلِ عن ضهرِها، وفي تلكَ اللحظَة بالذات، أحسّت بطُمئنينَةٍ عظِيمَة.

جلسَ الإثنانِ بعدَها يتناوَلانِ ما حضّرهُ دانيَالْ بغيرِ شهيَّة، و لسببٍ ما، كانَت ڤيلاَنْ شارِدَة، و أحسَّ هوَ بالٱرتباكِ، مازالَ يُحاولُ جعلَها تتحدّثُ أكثَر، و لكَي تحسَّ بالراحَة هُنا،-لأنّهُ لطالَما كانَ دانيَالْ مُراعياً و لا يحبُّ سطحيّةَ الآخرينَ معَه-، لا يُريدُ أن تحسّ بثِقلِها عليهِ أو عليهِما، لذا كسرَ ذلكَ الحاجزَ بينَهما،  أحسّ بكيانِها الحزينِ و المَهموم.

"ڤِيلاَنْ، تُريدينَ التمشِّي خارجاً قليلاً قبلَ موعدِ عملِي؟"

وجدَ نفسهُ ينطقُ بهذا الٱقتِراح أول شيءٍ تشكّلَ في دِماغِه، فراقبَ تعابيرَها بفُضول.

في الواقِع، أخرجَ سُؤالُهُ الشّقراءَ مِن شُرودِها، فسقطَ نظرُها على عينيهِ المُهتمّة بملامحَ لا تُقرَئ، كأنّها لَم تستَوعِب ما قالَه بعد.

"التمَشّي؟!"

أعادَت التساؤُلَ بلهجَة هشّة، كأنّها مُتردّدة، سُرعانَ ما تلقّت همهَمةً مُؤكدَة  لتُنزلَ بحذَقتاهَا على حصنِها و تهُزّ هزّة مُوافقَة خَجولَة بعضَ الشّيء، ثمّ لم تلمَح ٱبتسامَة الآخر الذي رسمَها و ٱستقامَ بنشاطِهِ المُعتاد مُردفاً:

"حسنٌ، سأذهبُ لأُغيرَ ملابسِي إذاً، إفعَلي المثلَ عندَما تنتَهين

إنصَرَف بحماس، ربّما هوَ لَم يُظهِر ذلكَ قبلاً، لكنهُ خلالَ هذانِ اليَومان الأخيرَين، قَد ٱمتلَكَ فضولاً حولَ ڤِيلاَنْ الشابَّةُ الصغيرَةُ الجميلَة، ذاتُ الملامحِ الأجنَبيّة، أرادَ أن يتعمّقَ فِيهَا، فِي شخصيّةِ ڤِيلاَنْ الخَجولَة التي وجدَها غامضَة جداً بالنسبةِ لَه.



ٱختارَ دانيَالْ و ڤِيلاَنْ أن يتمشَّيا في هذا الجوِّ الباردِ منَ الصباحِ بدلَ الركُوبِ بسيّارَة الأخيرِ الدافئَة، و قَد لعِن الغُرابيُّ نفسهُ عندَما تذكرَ طبيعَة الجوِّ و كما ٱعتاد‌ فإنهُ يكرههُ بشدّة- وذلك لأنها تجمعهُ معَ الكثيرِ الذكرياتِ الحُلوَة التِي لا يحِبُّ تذّكُرهَا فِي وطنِه-، ليسَ وكأنهُ من ٱقترَحَ المشيَ تحتهُ قبل‌َ قلِيل.



" تُحبّينَ حليبَ الشُّوكولاتَة الساخِن؟ "

حاولَ الفحميُّ أن يكسرَ الصمتَ بينَهُما بهذَا السؤالِ و أيضاً لكَي يُنسي نفسهُ تجمّدَ أطرافهِ و قساوَة‌ الجَوّ،
وعندمَا طالَ ردُّها، ٱلتفتَ إليهَا ليَجدها تبتسمُ بوسعٍ و دفئٍ بينَما تحدقُ بأصابعِها التي باتَت مُنكمشَة من البَرد، فاجَأهُ هَذا حقيقَةً.

"أحبُّهُ كثيراً فِي الحقيقَة، لِما؟"

صرّحَت بصدقٍ ترفعُ مُقلتاهَا إلى خاصتهِ أولاً، لتستفسِرَ عن سببِ سُؤالهِ المُفاجئِ بملامحَ بريئَة آخرَ جُملتِها ، ٱبتسمَ حينَ أدركَ شيئاً ما، أصبحَت تُحادثهُ لأولِ مرّةٍ براحَةٍ و بدونِ خجَل أو ٱرتبَاك.

"إذاً سأذهَبُ لأجلِبَ لكَلينَا واحداً!"

نبسَ بصوتٍ حماسيٍّ و جهُور، ثمَّ جرَى كالطفلِ الشَّغوفِ إلا المقهَى القريبِ منهُما الذِي لم تلمحهُ ڤِيلاَنْ إلا الآن.

°°°

هلاااا، كيف حالكم موازاتي؟ 
أتمنى تكونو بخير و مستمتعين بالشتا و البرد،
يعني أكيد لازم تستمتعون بيه مش زي يونجون لي مبيفهمش ماشي؟ 🔪

البارت ده عبارَة عن تقديم أكثر لشخصية ڤِيلاَنْ و قربتكم منها أكثر لأن حسيت أنها كانت غامضة شوية😔


البارت الجاي كالعادة بيكون بكرا

المهم حبايبي لافيو بجد استمتعوا بالشتا و روايتي الحلوة دي، سي يو>>>

ثّـلـجٌ ذَائِــب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن