الفصل الخامس : سنتخطى

72 19 0
                                    


- يطرق ذلك الباب كأن فتحه متعلق بمسئلة حياة أو موت بالنسبة له ، رغم أن المتواجد بداخل تلك الحجرة العاتمة لم يعره أي إهتمام إلا أنه لم يفقد أمله قط و واصل طرقه الذي قد إختلط بصراخه الأجش بإسمها لعله يبلغ مسامعها ، فيرغمها على فتح دالك الباب الخشبي .

- كان هزه المتتالي للمقبض همجي بعض شئ و متسارع ، إلا أنه راغب بالدخول غير أبه بأي كان ، فما قد أخبرته كاميليا عن المحادثة التي دارت بينهم قبل قليل جعل من مشاعر القلق تتشكل بكل حرية ليتكمن منه خوفه فيقرر كسر ذالك الباب الذي يحيله عن نبضات قلبه و هوائه، فهو حتما غير قادر على التنفس بدونها .

- ما إن رغب في جعل أفكاره واقع محض حتى تم فتح الباب من طرف ذالك الجسد الهزيل الذي بات يناضر أرضية المنزل على غير عادته ، فهي لطالما كانت رافعة لرأسها بشموخ و إستعلاء في أي مجمع و أمام أي كان .

- لا تكترت لمن هم حولها قوة شخصيتها لم تعترف يوما بالحدود و التحلي بالضعف الخارجي قط.

- إلا أنها اليوم تبدوا كما لو أنها على الهاوية لا تنوي التراجع مستسلمتا غير راغبة بالمقاومة.

-لم تكن ضعيفة ، لكن الخصم كان أقوى ، خصمها هو ماضيها ، خصمها هو أفكارها ، خصمها هو نفسها ، لقد كانت عدوتا لنفسها .

- ناضرته بتلك العيون الزرقاء المنتفخة التي قد تلطخت باللون الأحمر في جوانبها كما هو الحال بالنسبة لأنفها و لم تكن تلك الأتار إلا دلالة على بكائها الحاد و الشديد .

- لم ينبس بأي كان ، ولو حتى بكلمة أو حرف بسيط .

- عجز عن تكوين جملة قد تخفف عن ماتشعر به المنكسرة أمامه فقرر إحتضانها مقربا إياها لخافقه .

-في بعض الأحيان الكلمات ليست لها أي منفعه ، في بعض الأحيان لا نحتاج إلى من يخفف عنا ، أو يغرقنا بكلمات تعبر عن قلقه ، و على أنه يكترت لأمرنا ، أو يشعر بالسوء لما نمر به .

-في بعض الأحيان ، بل في الكتير ، لا نحتاج سوى إلى حضن دافئ داخل نتوسط أضلع من ينبض لهم خافقنا ، من تضطرب له نبضاتنا.

-المأوى قد لا يكون بيتا ، أو سقف يحتوينا ، هو ربما الإختناق داخل أضلعك .

-أطرب نبضاته المرتفعة أذناها ، كما لو أن طبول فؤاده تخبرها بما يعجز الأخر عن التعبير عنه .

- عن ما إستسلم عن إعرابه و تشكيله في جملة غير مبهمة.

- ما إن وضعها بين ذراعيه حتى إرتفع صوت شهقاتها المتتالية هادمة الحاجز الذي منعها على الإمطار و الهطول أمامه .

The Missing Linkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن