ناظرها ماثيو بهدوء بينما ذاخل جفنيه تغوص ألف كلمة و كلمة ، أعلنت الأخرى عجزها على قراءتها ، ليردف مبتسما داخل ذلك الجو المحيط بهما الذي قد تملكه التوتر و الارتباك الناجم من طرف بلقيس .- أنت على دراية تامة بأنني لا أمانع مكوتك معي و أنا أجري أي نوع من الإتصالات و خصوصا كتلك !
- أرادت معارضته فهي لازالت متشبتة بموقفها تجاه الأمر ، لا تريد أن تظهر له كمتطفلة تلتصق بجميع تفاصيل حياته ، فكونه صديقها المقرب بناية على وجهة نظرها الخاصة لا يمنحها الحق لتكون على دراية بجميع حيثيات حياته ، خاصة علاقاته العاطفية !
- قد يبدوا موقفها عقلانيا و صحيح بنسبة كبيرة ، إلا أن لصاحب الجسد الصلب رأي أخر و بما أنه عنيد فهو لم يمنحها الفرصة قط لتعبر عن ما يجول ذهنها ، ليباشر بوضع سبابته على شفتيها محتا إيها على الامتثال لوجهة نظره و بأن تتقبلها بكل بساطة ، فهو قد يكون على دراية بأمور تجهلها من يعلم !
-ليباشر في الإجابة على الهاتف متحدثا بهدوء بينما اعتلى البرود نبرته الرجولية.
- مرحبا!
- أنا مع المحققة بلقيس حاليا نشتغل على قضية ما !
- حسنا سأحاول العودة مبكرا إلى المنزل اليوم ! رغم أنني لا أعدك بذلك !
- وداعا
- أنهى الاتصال بكل جفاء كما لو أنه لم يكن يحادث خطيبته المرشحة بأن تكون زوجته المستقبلية ، إلا أنه لم يعر أي اهتمام لذلك ، ليسلط جل تركيزه على الكيان المتواجد بجانبه بينما تحدث هذه المرة بنبرة دافئة .
- تعلمين أنك تحتلين على مرتبة بخافقي أكتر من صديقة فكلمة صداقة لا تصف حتى نسبة ضئيلة مما هي عليه العلاقة المتواجدة بيننا ، فنحن قد تخطينا حدود الصداقة منذ الدهر .
- إن وصف ما هو بيننا بتلك الصفة ماهو إلا إساءة لا غير ! بالإضافة إلى أنه لا داعي من محاولة منحي بعض الخصوصية أو ما شابه فهاته الخاصية قد اندثرت من حياتي بصفة نهائية منذ اللحظة التي أعلنت فيها تواجدك بحياتي ، أليس كدلك هلالي الأزرق !
- اعتلى طيف ابتسامة شفاه صاحبة العيون الصافية لتضاهي جمال مياه البحر الزرقاء بجمالها بينما قد اعتلى بريق ساطع مقلتاها لم يلاحظها سوى صاحب العيون الصقراوية القاتمة ، تومئ عدة مرات متتالية بلطف طاغي رغم أنها تريد التشبث بوجهة نظرها إلا أن كلماته جعلتها تقتنع برأيه .
-فهم يعرفون بعض منذ مدة طويلة ليست بهينة أبدا ، إذ أنه يعتبر كفرد من العائلة الخاصة بها ، فهو كالشمس الساطعة بحياتها التي تنتشلها من عمق ضلماتها ، يمنحها ما كانت لا تستشعره من طرف الشخص الذي كان ملزم بذلك نظرا لمنصبه داخل تلك العائلة المتوسطة إلا أن تواجد ماثيو بحياتها اليومية أغناها عن ما كانت تشعر بالنقص بسببه .
أنت تقرأ
The Missing Link
Romance-الضياع سيضل محتك بي في الحاضر و المستقبل ، لن أجد مفر من هاته الدوامة القاتمة التي قد انجرفت فيها منذ سن شبابي المبكر . إن بلوغ الحقيقة و إلتماسها سيكون طوق نجاتي الوحيد من هاته التراكمات النفسية التي أضحت ترافقني ليلا نهار . البحت عن تلك الحلقة ا...