الفصل الثامن ؛ مشاعر جياشة

93 15 1
                                    

-شرقت الشمس الساطعة سامحت لضيائها بغزو المدينة بأسرها ، لتجعل من ندى المياه المتواجدة على أغصان تلك الأشجار التي قد خلفتها تلك الليلة الماطرة تلمع ببهجة و صفاء ، تعكس مدى جمال الكون الشاسع .

-داك الكون المشرق الذي نفسه تمر به أحداث شنيعة ، قاتمة، مظلمة.

-كم أن الكون والحياة متناقضين!

-في بعض الأحيان يغمرنا الاستغراب و يستعصي علينا فهم كيف لعالم بدلك الجمال الكوني أن يتضمن أقدار جحيمية، تجعل من تلك العضلة المضخة للدماء سرابا غير نابض تغدو من خبر كان .

-لقد كان المطر يهطل بغزارة تلك الليلة كما هو الحال بالنسبة لبلورات تلك الروح الهشة الراقدة على ذلك الكرسي المنبطح بنية النوم براحة داخل تلك السيارة قرب البحر.

-تنام بهدوء وسلام .

-ذلك السلام نفسه الذي لم يطرق أبواب حياتها من قبل ولو بالصدفة ، لطالما كان متردد للولوج داخلها، ولازال كدلك .

-قد كانت نافذتها مفتوحة قليلا سامحة لنسمات رياح الأمواج الشاطئية بالتلاعب ببعض من خصلاتها ، وكي لا تعاني من الإختناق داخل تلك السيارة ، فلشدة بأسها اضحى التنفس عليها أمر صعب لشدة ضيق صدرها .

-تغفو تحت أنظار ذلك الهائم بها لتمتد يده بكل خفوت نحوها ، يحط بكف يده على خدها المحمر يعيد بعض من خصلاتها الحريرية إلى ما وراء أذنيها كي لا تعيقها بنومها الهنيئ ،مانحا الفرصة لجمالها الأخاذ للبروز بشدة تحت مرأى مقلتيه.

- تتوهج عيناه نورا على إتر منظرها الخلاب و ضياء وجهها الذي لم يعكس ملامح البسمة منذ زمن طويل يخاله الدهر أو الأبد .

- رغم أن تلك الإبتسامة كانت حاضرة أمامه إلا أنها لم تكن يوما حقيقية .

-كله تمثيل !

- وكم صعب أن ترى من ينفطر قلبك لأجله يعيش بالجحيم أمام مرأى عيناك و أنت عاجز عن التضحية لأجله أو حتى الإقدام على المساعدة بأي طريقة كيفما كانت .

- لقد كانت الشخص الوحيد الذي جعل منه نارا دافئة تحتمي بها من الليالي القارسة .

-ذلك الجبل الجليدي أضحى حطبا مشتعلا لمن تمكن البرد من أطرافها المرتعدة .

-دقائق قد مرت و ها هي صاحبة الروح المجروحة ، الميتة ، الملطخة بالماضي ، تستيقظ ببطء .

- تفتح عيناها فاسحة المجال للمعتها المحيطية التي تغويك للغوص بأعماقها دون انقطاع .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Missing Linkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن