-شرقت الشمس الساطعة سامحت لضيائها بغزو المدينة بأسرها ، لتجعل من ندى المياه المتواجدة على أغصان تلك الأشجار التي قد خلفتها تلك الليلة الماطرة تلمع ببهجة و صفاء ، تعكس مدى جمال الكون الشاسع .
-داك الكون المشرق الذي نفسه تمر به أحداث شنيعة ، قاتمة، مظلمة.
-كم أن الكون والحياة متناقضين!
-في بعض الأحيان يغمرنا الاستغراب و يستعصي علينا فهم كيف لعالم بدلك الجمال الكوني أن يتضمن أقدار جحيمية، تجعل من تلك العضلة المضخة للدماء سرابا غير نابض تغدو من خبر كان .
-لقد كان المطر يهطل بغزارة تلك الليلة كما هو الحال بالنسبة لبلورات تلك الروح الهشة الراقدة على ذلك الكرسي المنبطح بنية النوم براحة داخل تلك السيارة قرب البحر.
-تنام بهدوء وسلام .
-ذلك السلام نفسه الذي لم يطرق أبواب حياتها من قبل ولو بالصدفة ، لطالما كان متردد للولوج داخلها، ولازال كدلك .
-قد كانت نافذتها مفتوحة قليلا سامحة لنسمات رياح الأمواج الشاطئية بالتلاعب ببعض من خصلاتها ، وكي لا تعاني من الإختناق داخل تلك السيارة ، فلشدة بأسها اضحى التنفس عليها أمر صعب لشدة ضيق صدرها .
-تغفو تحت أنظار ذلك الهائم بها لتمتد يده بكل خفوت نحوها ، يحط بكف يده على خدها المحمر يعيد بعض من خصلاتها الحريرية إلى ما وراء أذنيها كي لا تعيقها بنومها الهنيئ ،مانحا الفرصة لجمالها الأخاذ للبروز بشدة تحت مرأى مقلتيه.
- تتوهج عيناه نورا على إتر منظرها الخلاب و ضياء وجهها الذي لم يعكس ملامح البسمة منذ زمن طويل يخاله الدهر أو الأبد .
- رغم أن تلك الإبتسامة كانت حاضرة أمامه إلا أنها لم تكن يوما حقيقية .
-كله تمثيل !
- وكم صعب أن ترى من ينفطر قلبك لأجله يعيش بالجحيم أمام مرأى عيناك و أنت عاجز عن التضحية لأجله أو حتى الإقدام على المساعدة بأي طريقة كيفما كانت .
- لقد كانت الشخص الوحيد الذي جعل منه نارا دافئة تحتمي بها من الليالي القارسة .
-ذلك الجبل الجليدي أضحى حطبا مشتعلا لمن تمكن البرد من أطرافها المرتعدة .
-دقائق قد مرت و ها هي صاحبة الروح المجروحة ، الميتة ، الملطخة بالماضي ، تستيقظ ببطء .
- تفتح عيناها فاسحة المجال للمعتها المحيطية التي تغويك للغوص بأعماقها دون انقطاع .
أنت تقرأ
The Missing Link
Romance-الضياع سيضل محتك بي في الحاضر و المستقبل ، لن أجد مفر من هاته الدوامة القاتمة التي قد انجرفت فيها منذ سن شبابي المبكر . إن بلوغ الحقيقة و إلتماسها سيكون طوق نجاتي الوحيد من هاته التراكمات النفسية التي أضحت ترافقني ليلا نهار . البحت عن تلك الحلقة ا...