8

3.4K 196 39
                                    


المزاجُ المُتقلبِ واختلافِ الفعلِ بين الثانيةِ والاخرى...
على جونغكوك ان يُصبحَ مِعتاداً لذلك من قائده، وبالرغمِ من ذلك قلبهُ يصبح ثقيلاً ينبضُ بشدة كما في كُل مرة، سيجمعُ يديه ويقبضهما معاًً لأن يتداركَ ذاته، ليحميها من التأثرِ الشديد المؤلم للذي يتلقاه من قائده باستمرار، ولكن, في كُل مرةٍ يكون هناك خطأ وجونغكوك يتقبّل التوبيخَ والتصحيح الغير عادلٍ منه أما الآن؟أهو خاطئ؟
ارتعاشُ كفيّه وفقدان قُدرته على التصويب أهو خطأ؟أنفاسهُ ارتدت عالياً للسؤالِ المُلقى عليه مرة أخرى
" أحضوري يُربكك؟ "
القائدُ تايهيونغ يعلمُ تأثيره على من حوله، ليسَ جونغكوك فقط، بل أعضاءُ فريقه وجميع من بالمركز! ومع ذلك فالجميعُ يُبلي حسناً! بل يزيدُ اصراراً على الظهورِ الجيدِ أمام عينيه ليحصلَ على اطراءٍ منه أو نصيحةٍ عابره! هذا مالا يفهمهُ في جونغكوك! ان كان لحضورهِ تأثيرٌ لما يُظهر ردةَ فعلٍ عكسيه؟
" أنـ-ا-أنا لـ-لا..أ-لا أعلم "
بصعوبةٍ دفعَ الحروف لينطق، يعودُ لإغماضِ عينيه واشتداد قبضتيه على بعضها، وحدقتيّ تايهيونغ نظرت للأسفلِ فجأةً حيثُ تِلك القبضتان، المُستنجدتان ببعضها...وعينيه ضاقت للشعورِ المُعتاد حين رآها سابقاً.زفرَ بشدةٍ ودفعَ الفتى للخلفِ يُريحه من قبضه على ذقنه ليستدير، يملأُ رئتاه عميقاً ليزفرَ مرة اخرى.
" افعل ذلك, سأذهبُ لمكانٍ ما وأعود "
عينا جونغكوك المُعلقتان على الارضِ لم تتحرك حتى سمعَ صوت باب الحُجرة ليُخبره ذلك بمُغادرةِ قائده، لتُحرر كفّاه بعضها ببطئ قبل ان يبسطَ واحدة على منتصفِ صدره، يتنفسُ مراراً طالباً للهواءِ بعد اختناقه، يشعرُ بأقدامه تهتزُ بشكلٍ فضيع ولا يستطيع ان يقفَ ثابتاً!تايهيونغ الذي خرجَ من الحُجرةِ اتجه حيثُ رجُل الاستقبال خلفَ المنضدة، لا يستمع له حين تحدثَ سريعاً
" أُريد رؤية حُجرة المراقبه سريعاً! "
" ماذا! اتُحقق في المركز تايهيونغ؟ "
نفى تايهيونغ مرةً وتحدث
" سآرى شيئاً ما! عدّة دقائق فقط! "
لم ينتظر اجابةَ الرجل ليتقدم مُتخطياً اياه للباب الذي خلفه، كانت هناك تقبعُ شاشات المُراقبة لجميعِ مركزِ التصويب، نظرَ في الارجاءِ حال دخوله يتلقى النظرات المُستنكرة من الرجالِ العاملين هناك
" اين هي شاشةُ الحجرةِ العاشره؟ "
سؤالٌ من شخصٍ غير المسؤول بالتأكيد هم لن يلقوا له بالاً! ولكن رجُل الاستقبال ظهرَ خلفه يُشير لأحدِ المراقبين ان يفعل ما يطلبهُ منه، ليتجهَ تايهيونغ نحو شاشةٍ وحيدة سوداء يُريح جسده على المقعدِ ينتظرُ ان تظهر الصورةَ امامه، كانت ثواني حسب حين نقرَ المراقب عدّة ازرارٍ لتظهرَ الصورة أمامه، يقتربُ ليرى جيداً ان الفتى الذي تركهُ بمفردهِ مازالَ يقفُ دون حراك.تايهيونغ سيرى الآن!
صدقُ الرجلِ من كذبه! على الرغمِ من انه لم يُكذبه في المقامِ الأولِ فمالذي سيجنيه الرجُل ان كَذب؟
ولكن عيناه لا تصطبر حتى ترى ذلك بذاتها.تنفسَ عالياً حين شاهدَ جونغكوك يحاولُ الوقوف باتزانٍ وكفيه تُمسك جيداً بسلاحه." زاوية التصوير لا تُظهر لك دقة تصويبه "الرجُل السابق تحدث، وتايهيونغ نفى بهدوء، يُرخي مرفقه على المكتبِ ليتمتم" يُمكنني معرفة ذلك من وجهه فقط "رآى كثيراً من تعابيره حينما يُخطئ،
لذا ان اصابَ سيحملُ تعبيراً آخر، وتايهيونغ راقبَ بانتباهٍ جديد، ليسندَ ذقنه على طرفِ سبابته ويضيق عينيه، يبتسمُ بخفةٍ لما يظهرُ امامه، جونغكوك حتماً...
يستطيع ان يحمل تعابيرَ كهذه! وقفَ بعد ذلك مغادراً حُجرة المراقبه، ليقودَ خطواته الى جونغكوك سريعاً، على الرغم لرؤيته من الشاشة هو توقفَ دونَ اظهارِ أي ردةِ فعل حين أصبحَ جونغكوك أمامه، تحدثَ لذاته مُسبقاً بأنه لن يدفعَ جونغكوك لأيِ قضيةٍ تتطلبُ فيها استخدام السلاح! لن يجعله يفعل! ولا يُريد رؤيته بهذا المظهر.ولكن, لم يعتقد...
ان جونغكوك المُصيب لأهدافه، الغير قلق من حظورِ قائده سيكون ذا وجهٍ جديَّ جداً! لن يكون هناك توترٌ فاضح، ولن تتنقلَ عيناه وترمش بترددٍ فاضح! ساكنٌ وتايهيونغ نفى بداخله لأن جونغكوك غير مألوفٍ له هكذا ابداً." جيد, استطعتَ اصابتها جميعها بالرغمِ ان بعضها ليست فالمنتصف "جونغكوك الذي التفَّ للخلفِ سريعاً على ذلك الحديثِ المُفاجئ،
وضعَ عيناه ارضاً حالاً حين تقدمَ قائده نحوه ليملأ رئتاه عميقاً ويقبضَ على السلاحِ بشدة، وحين كان بصددِ اعادة ملأه أوقفه تايهيونغ عن ذلك" يكفي هذا لليوم. "ومضى مغادراً مصطحباً جونغكوك معه، لم يشأ ان يقتطعَ الصمت الذي اتخذه جونغكوك ولكنه تحدث حين تذكرَ ان الآخر كان من اتصلَ به اولاً.
" مالذي كُنت تريده باتصالكَ بي؟ "
نظرَ جونغكوك نحوه للحظةٍ قبل ان يهمهم مُتذكراً، وقبلَ ان يتحدث، هو امسكَ بجانبيّ بنطاله، لا يعلمُ لما.. ولكن جميعَ جسده يرتعش، يداه تفعل وقلبه ينبضُ بشدة! ما حدثَ في مركزِ التصويب كان لعدّة دقائق لم تنقضي نصف ساعة حتى! ولكنه يجعله شديد الارتعاش هكذا.
" حـ-حصلتُ على بعضِ المعلومات من المكتبة، قمت بنسخها وأحضرتُ ما اعتقدتُ انك ستحتاجه "
" حقاً! أين هي؟ "تنفسَ جونغكوك عالياً ليُجيب
" في منزلي. "وقادَ السيارة نحو منزله، يبقى بمكانه حين ارتجلَ جونغكوك بخطواتٍ مسرعه ليُحضرَ ما قامَ بجمعه، ليُخرجَ تايهيونغ سيجارةً أثناءَ ذلك، يخفضُ رأسه ليقومَ بإشعالها ولترتفعَ عيناه فقط حين عادَ جونغكوك للجلوسِ بالمقعدِ المجاور، أبعدها عن فيهِ ونفثَ الدخان عالياً ليمدَ ذراعه نحو جونغكوك طالباً تِلك الاوراق.
" لا تضعها في منزلكَ مرة أخرى! ألم تقل انك لا تُريد ان تقع بمشاكل "
هو يجبُ عليه ان يكونَ حريصاً لتِلك الدرجة، بالرغمِ من عمله سراً ولكن مازالَ عليه الحذر في كُل خطوةٍ يقوم به." ذلك القذر بيونغهوان قامَ باستغلالِ ازمة الشركة بشكلٍ غير معقول! "
تايهيونغ المُنهمك بقراءةِ ما طُبعَ على الاوراق التي أُحضرت له، نظرَ جانباً حين أظهرَ جونغكوك ورقتين جانبيه
" لـ-لا اعلم ان كانت ستُفيدكَ أم لا، ولكن.. "
" ما تِلك؟ "تساءل حين أعادَ عينيه للأوراقِ التي أمامه، يستمعُ لإجابة جونغكوك
" انه مقالٌ جانبي عن انتشارِ نوعٍ جديد من المُخدراتِ قبل ثلاثة سنوات! بذاتِ وقت ازمةِ الشركة "تصلّب جونغكوك حين سُحبت الورقتين من يده ليرمشَ مراراً حين قرأ تايهيونغ تِلك باهتمامٍ شديد
" اعتقد ان عودةَ أرباحُ الشركة له صُلة بطريقةٍ ما! "أردفَ جونغكوك بحذرٍ لأن عينا قائده اصبحت ضيقةً جداً وحاجبيه انعقدا، ليزفرَ بهدوء ويصمت، لرُبما هو مخطئ؟ لا يعلم لما ولكن ذلك المقال جذبه بشكلٍ غريب، أعادَ وضع عيناه على قائده حين قامَ بطيِّ الاوراق واعدتها الى الملف ليضعها جانباً
" جيد... "
؟ما تِلك؟رمشَ جونغكوك وعيناه وقعت على كفِّ تايهيونغ حين ارتخت على المقودِ وأطرافه مازالت تحملُ عودَ السيجارة.
" انتهى عملُكَ لليوم، لن أوبخكَ لرفضك لطلبي مساعدة شقيقتك لأنك فعلت جيداً "
حاجبا جونغكوك ارتفعا وأرادَ ان ينطق [ من حقي الرفض! ]
وصمت حين أشارَ له تايهيونغ برأسه ان يخرج من السيارةِ ليمضي، ليفعلَ ويرتجل، يُبقي انظاره نحو سيارةِ قائده المُغادرة.زفرَ بتقطعٍ وقبضَ على يديه، أكان يجبُ عليه ان يُحضر ذلك المقالَ لقائده؟
هو بدا مُهتماً به بشكلٍ غريب! وقائده شرهٌ بأخذه للسجائر ولكنه ليسَ مُدمناً! صحيح؟ من المستحيل ان يكون فهو محقق.لما يشعرُ جونغكوك بعدمِ الراحةِ اذاً؟هو يشعرُ بذلك حقيقةً منذُ ان طلبَ منه قائده ان يأتي إلى مركزِ التصويب وما حدثَ هناك ولكن..قائده حتماً يفعلُ الكثير من الأمور التي لا يعلمها بالرغمِ من انه يعملُ معه في هذه القضيةِ السريه،
هو مازالَ لا يفهمُ مقصده جيداً من كُل ما يبحث عنه! ليسَ انتقاماً لرجالهِ الذين تأذوا وحسب! بل هو يبحثُ عميقاً ايضاً بشكلٍ مُقلق.لذا, ألا يجبُ عليه ان يتخلصَ من ارتباكه اثناء حضورهِ ويفعل جيداً؟ لحمايةِ قائده كأقلِ ما يقوم به.تايهيونغ الذي قادَ طريقه الى وجهةٍ مُعينه نفى برأسه لما يدور بداخله، لا يُمكن للأمورِ ان تتعقدَ بهذا الشكل! جونغكوك أخبرهُ بأنه نوعٌ جديد من المخدرات،
ولكن من لا يعرف الهيروين؟ ذلك الفتى جاهلٌ بالانواعِ فقط ومن أخبره بذلك أيضاً جاهلٌ او انه اراد تسهيلَ ايصالَ المعلومةَ الى جونغكوك.اياً كان ذلك تايهيونغ يُمكنه الوصول للنقطةِ ايضاً بهذه الطريقه، أثناء قيادته هو أخرجَ هاتفاً آخر من دُرج سيارته ليبحثَ عن رقمٍ قديم، لا يتصلُ به كثيراً ولكن الطرفَ الآخر كان في خدمتهِ دوماً.
" مرحباً أيها المحقق العظيم كيم تايهيونغ "
" بارك جونغسو أيها الملعون اخبرتُك مراراً ان تتوقف عن استخدام اسمي هكذا!! "
" هل انتَ في مزاجٍ سيء ايها المحقق لتلعن في اتصالكَ الاول منذُ مدة؟ "
زفرَ تايهيونغ ساخطاً ليغمضَ عيناه مُتداركاً غضبه.
" أأنت في مكانك المُعتاد؟ "
" أجل عزيزي. أستأتي للقبضِ عليَّ اخيراً؟ "
" سأكون هناك في غضونِ عدّة دقائق "

「 مُحقق ومعجب 」 VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن