「 مُحقق ومعجب 」 VK

27

استمرارُ هطول المصائب، تفاقم الاخطاء، الشعورُ بالمسؤوليه، الرغبةُ بالانتهاء والعودة سريعاً.

كُل تِلك.. دفعت تايهيونغ لأن يُدمي قبضتيه بشكلٍ لم يفعلهُ قبلاً وهو يلكمُ وجه بارك جونغسو دون توقف، تايهيونغ يستطيع ان يربط الأمور الآن، تستطيعُ هي بذاتها ان تتضحَ بداخل رأسه، وفي كُل لحظة سيُدرك أمراً ما هو سيضربُ بقوةٍ أكبر.

كان يخشى من بيونغهوان، ولم يهدأ بعد بالرغمِ من نقلهِ الى سول في الأمس فقط، ليسمعَ خبر انتحاره في اليومِ الذي يليه.
لهذا بارك جونغسو ألقى بذاته في سجن سول، تايهيونغ يجهلُ الطريقة التي علمَ بها عن أمرِ نقله لكنه لن يتساءل كثيراً... هو بارك جونغسو بعد كُل شيء بالتأكيد هو لن يتخلصَ من بيونغهوان لأجلِ ان يُريحه منه، هُناك مآربُ أخرى وتايهيونغ لن يتساءل أيضاً عنها.

وقفَ من على جسدِ بارك جونغسو بعد سيلَ اللكمات ليتنفسَ ويزفرَ عالياً، استدارَ دون اهتمامٍ بالمُلقى على الأرض او ان يُلقي نظرةً لقبضتيه الداميه، حملَ حقيبته ليتجه خارجاً مُتجاهلاً جميعَ الكلمات التي يصرخُ بها بارك جونغسو مع ضحكاته العاليه، مُغادراً الفندق ومُتجهاً للمحطة حتى يصعد القطار، زفرَ تنهداً حين اراح جسده على المقعد لترتخي كتفيه قليلاً ثم سقطت نظراته على ظاهر يديه... على الدمِ المُتخثر، على الاتساخ بها، ليتذكرَ ببطئ جميعَ أحاديث بارك جونغسو، الخبر الذي سقطَ كـ أكبر صدمة واجهها، صُراخه وعدم سيطرته على ذاته واشتباكه بهذا الضرب العنيف.

ليسَ عليه الشعورُ بالذنب لانتحار بيونغهوان,صحيح؟
مالذي فعله بارك جونغسو حتى يقود ذلك الشاب للانتحار؟ لن يُزيف مقتلاً له فهو كان في مُحاكمته، بارك جونغسو حقيقةً هو قامَ بدفع الشاب للانتحارِ بذاته، مع الرسالةِ الخطية التي تُثبت ذلك، لن يُفكر في ما تحتويه أبداً.

نظرَ للساعةِ التي تُشير للعاشرةِ مساءً ثم نقرَ على زرِّ الاتصال ليستمعَ للرنين بهدوءٍ كبير.
" اُريدك ان تنتظرني في منزلي داخل حُجرتي, أيُمكنك؟ "

جونغكوك، الذي تلقى الاتصال ذاك والطلبَ ايضاً صمتَ لعدّة دقائق مُتردداً، مُتفاجئاً.
" سأخبرُ شقيقي بشأن قدومك.. لن اتأخر "

زفرَ مُهمهماً بموافقةٍ على ذلك، تايهيونغ لم يكن يشعرُ من قبل بأنه في حاجةٍ لذلك أكثر من الآن، أحسَّ بالوقتِ يمضي ببطئ شديد وهو في القطار السريع الذي يقطع الطريق من سول الى غوانغجو، مسحَ القليل من على قبضتيه لكن الجفاف والتخثر منعه، عليه ان يحصل على مناديلَ مُعقمه... لن يعلم أي شخص بأن بارك جونغسو خلفَ انتحار بيونغهوان ولن يعلم أي شخص بأن هُناك صلةٌ خفيةٌ بينه وبين بارك جونغسو، فالوحيد الذي علم ' بيونغهوان ' قد لقيَ حتفه الآن.
ذلك الرجُل لا يتهاون أبداً.