" وفجأةً ترى أنّك بالفعل أستهلكتَ نفسكَ كُلياً ، تكلمت كثيرًا ، شرحت أكثر ، بررتَ بِما يكفي ، ثم تأتي عليكَ لحظة وترى أن طاقتك قدّ نفذت ، فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عنهم جميعًا مثلما فعل "ساجد" عندما وجد والدته تقتحم عليه الغرفه بقوه ، سألت "فجر" بعدما ثبتت عيناها على اللابتوب الذي يحاول "ساجد" إخفاؤه خلف ظهره:- بتكلم مين يا ساجد .....؟
تجمدت الدماء في عروق "ساجد" الذي أغلق اللابتوب سريعًا بتوتر وقال بتوتر :
- مبكلمش حد ده فيديو كان شغال ....ثم إن إزاي حضرتك تدخلي عليا بالطريقه دي
قلبت "فجر" عيناها بملل ثم اقتربت بخطوات بطيئة منه مما أدى إلى ازدياد توتره والذي لاحظته جيدًا وقالت بثبات:
- انا مش فاهمه انت بتتكلم معايا برسميه كده ليه ...انا أمك على فكره وعشان انا أمك قدرت أعرف أنك بتكدب دلوقتي قول يا ساجد كنت بتكلم مين
لم يجب عليها بل اكتفى بالنظرات الخائفه التي يوجهها لها يعلم أنها إذا علمت أنه يتعالج نفسيًا وخاصة إذا علمت السبب ستقيم القيامه فوق رأسه ، فصرخت "فجر" بحده :
- انطق مكتوم ليه .....ها ؟
جاءت "جيهان" على صوتها العالي ، وقفت أمام "فجر" تنظر بعيناها متسائله ثم سألت :
- بتزعقي كده ليه يا فجر ....مالك يا ساجد ؟
لم يجبها "ساجد"بل فضل الصمت ، اشتعلت النيران في عروق "فجر" ثم أبعدته بقوه عن اللابتوب وأمسكته وفتحته لم تجد شيئًا ولكنها فتحت آخر مكالمات خاصه به ووجدت اسم الطبيب النفسي ، نظرت اللابتوب بصدمه ثم أعادت نظرها نحو "ساجد" وقالت بوهن:
- ليه يا ساجد ؟؟؟
هنا لم يستطيع التحمل بل قال ...قال مالا يستطيع قوله منذ فترات ....قال وصوته يختلط بالبكاء :
- عايزه تعرفي بتعالج نفسيا ليه ....عشان مقضيش باقي حياتي وحيد ....عشان كنت لوحدي في كل مره بتهزم واعيط وأقوم تاني واتألم وكانت الوحده وحشه اوي ومحدش هنا حس بيا ولا جه قالي مالك ، بقيت بكره القعده في البيت ده ، المفروض البيوت الطبيعيه بتبقى دافيه انا هنا باجي اتخنق وامشي عرفتي ليه ومش بس كده انا مش بنام التفكير الزياده والقلق هيقتلوني حي مش عارف اعيش حياه طبيعيه زي الناس يارب تكوني مرتاحه
كان يتحدث وغصب عنه كانت الدموع تنساب من عيناه بغزاره وصوته يعلو وعروق رقبته بارزه بشده ويتصبب عرقًا ، نظرت له "فجر" بصدمه هل حقًا صغيرها الوحيد يعاني من كل هذا وهي لا تعلم ، هل هي حقا قصرت معه عندما اهتمت بالعمل وتركته وحيدًا ، اقتربت منه "فجر" بعيون دامعه وقالت بثباته حاولت اظهاره:
- نام دلوقتي يا ساجد ونتكلم بكره
ضحك "ساجد" بسخريه ثم ذهب للفراش ولكن كانت نظرات الخزي تملئ وجهه هل هذا ما استطاعت قوله فقط ، بينما "جيهان" ذهبت نحو فراشه ومسحت دموعه بكفيها وقبلت رأسه وسحبت "فجر" معها وذهبت للخارج
_______________________
في الصباح في تمام الثامنه صباحا كانت "ريما" تقف أمام والدتها تردف ببكاء :
أنت تقرأ
واقعٍ من الخيال
Randomإنهم هُم ....! هُم من يتلذّذون بسَماع صراخنا ، بتلطِيخ براءَتنا ، من أشعلُوا تِلك الحَرب الطاحِنه دَاخل رؤوسِنا ذَنب مَن ؟ مَن تَحالف مع الشّر يدًا بِيد عُهدة على تَناثُر دِمائِنا فإمّا المَوت أو المُواجهه .....!