الفصل الثاني عشر "إنّهَا لَا تَرحَم"

63 6 1
                                    

أيّهَا الظّلامُ الكَاحِل....لَقد إِمْتلأنَا بالكِتمَان
هل تَسمح لِلحياه بالمرُور لنَا .....؟
أصبحنَا لا نرَى الأمَل ...لَقد ذبِل رَبِيع أيامِنا
أُحاوِل تَجنب أنّ العالِم فِي غَاية التّعاسَه ...لَقد يأسِت مِن الكلمَات
أشّد ما يُحزننِي الآن هُو أننّي لا زلِت أذكُرك فِي كُل شئ حتى الهوَاء
أصبَحت مُستعده للتخلِي عَن حياتِي فِي أيّ لَحظه ...كُل شئ يُزعجنِي

____________________________
استمع "علي،" ووالده "كمال" إلى صوت الزراغيط العاليه القادمه من الداخل ، كما قد رأوا عائلة "يامن"تدخل تحمل الورد والحلويات  ، ليس كان من الصعب تخمين ما يحدث ، علما تمامًا من المقصود بتلك الزياره ، ابتلع "علي "غصه مريره في قلبه خاصة عندما لمح سعادتها وهي قادمه نحوه من بعيد تناوله قطعتان من الجاتوه وكأسان عصير لهما ، أوشكت عينه أن تدمع ولكنه جاهد ليتحدث وأخيرا نطق بغصه وفد اغتصب ابتسامه على شفتاه :

- ألف مبروك ربنا يتمم على خير

ابتسمت بسعاده وقالت :

- الله يبارك فيك عقبالك ..! ...صحيح أخبار جرحك اي معلش انا نسيت اسألك من فرحتي ؟

يالله على هكذا شعور مميت حينما تحاول الحديث بكل ما تملك من قوه ولكنك إن فتحت فمك ستبدأ بالصراخ ، كتم الصراخ بداخله فبدأ يتصدع قلبه وسال نزيفه ، وأجابها أخيراً:

- كويس الحمد لله ...!

لا تعلم لماذا شعرت بحزنه وجموده في الحديث ، ولكنها لا تسمع أصوات عقله التي تسأل عن أي جرح تتحدث ..إن كانت تتحدث عن جرح ذراعه أم جرح قلبه ، ربما لم يتحدث معها كثيرًا ولكنها كانت تشغل اهتمامه منذ أن رآها ، لا تعلم أنه كان يقف في الليل عند نافذتها ، ينتظر أن تظهر وهي تغلقها قبل النوم

لكي ينعم بنوم هنئ ،ولكن كان اعتقاده خاطئ ، فكان يظن أن الحب من بعيد مأوى ..ولكنه كان متاهه ضاع بها عقله بين صراع،  ولم يستطيع العوده حيثما كان ، كان آخر حديثها له وهي تقول بهدوء وامتنان:

- شكرا انك حمتني ومقلتش لحد ...!

لم يجبها بل اكتفى باغماض عينه كعلامه لها ، فاستدارت حيثما جاءت وأغلقت الباب ونظراته تلاحقها ، ليته أخبرها أن الكحل في عينها تلك الليله يضاهي جمال القمر ، أو أن فستانها وزينتها أصابا قلبه في مقتل ولكنه الآن هو حتى لا يحق له التفكير فيها ، هل ياترى سظل يتضرع إلى الله في الليل ليجعلها من نصيبه ام يتوقف الآن ويسلم نفسه لليأس

لاحظه والده الساكن عند شجره من بعيد ، ولاحظ قهره في عيناه ففي النهايه هو والده ، لم يكن في يده حيله سوى أن يدعى الله أن يعوضه خيرًا ، كما أحزنه أنه يعلم أن ابنه يشعر أنه قليل عليهم ، شعر والده "كمال" بالذنب فهو الذي أصر عليه حتى لا يكمل تعليمه بالرغم من تفوقه وتركه يعمل معه في تلك الحديقه حتى انتهى به المطاف بين الأشجار وأوراقها وخرطوم المياه

واقعٍ من الخيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن