الفصل العشرون "اسمها أبرار"

25 2 4
                                    

سياسة الحياه غريبه ومرتبه ، وإدراكها أصعب الإنجازات وأقساهم ، جوهر القلوب مختلف ومتين لقد تعلمنا قبلاً أن النهايات ما تحكم على القصه التي تخبرنا أمهاتنا إياها قبل النوم ، نحزن إن خابت توقعاتنا ، ونبكي إن مات شخصياتنا المفضله ، ولكن الأصعب الآن هو إدراك أن الموت هو النهايه الحتميه لكل قصة حتى وإن لم يذكرها الكاتب ، واقع مرير أليس كذلك أن الشمعه التي أضاءت حياتك انت الذي اطفأتها بيدك ..!

#واقع-من-الخيال

خرجت "أبرار" من غرفته بعد محادثه دامت لعشرة دقائق مرتبكه ، وانتظرتها "ملاك" على أحر من الجمر وتدور في عقلها اسوأ السيناريوهات ، وبمجرد خروجها توجهت لها "ملاك" تسألها بعينيها فزجرتها والدتها ، وقالت "أبرار" موجهه حديثها إلى "ساره" :

- مش عايزاكِ تقلقي هيبقى كويس وخلي بالك منه ورجعي ابنك البيت وبلاش عبط كلنا بنغلط ...!

اومأت لها "ساره" وتوجهت ناحيتها واحتضنتها وهتفت :

- انا مش عايزه اأخسرك ولا اخسره انتي جزء مني يا أبرار طول السنتين دي وانا مفوتش يوم إلا وكلمتك فيه وانتي عارفه غلاوتك عندي اوعي تسبيني تاني ...!

ربتت "أبرار" على كتفها تطمئنها وتركتها وهمت بالرحيل مع ابنتها ، ولم يترك عقلها ولو ثواني جمله التي ألقاها عليها ، إنه النصيب ذاته الذي يصيب ابنائها ، الحيره ذاتها

فلاش باك

استني يا طنط أبرار انا عايز نتكلم لوحدنا ...!

كانت النظره داخل عيناه تترجاها ، قاومتها في البدايه ولكن  لم تقاومها أكثر وجلست إلى الكرسي تنتظر كما اللهب ما سيمليه عليها ، كذلك خرج جميع من بالغرفه ، تركوهما معًا ، وأقامت بينهم حرب نظرات ولازمهما الصمت قليلًا يستجمع حديثه حتى نطقت "أبرار" بضجر :

- لا أنا مش سايبه شغلي وقاعده هنا عشان نفضل نبص لبعض ..لو هتعتذر اعتذارك مش مقبول ومش هيتقبل فوفر كلامك لنفسك ...!

اعتدل في جلسته متألمًا ، وأسند ظهره بالوساده خلفه ، وأشار على رأسه وقال :

- انا سبت ولادك يضربوني قصد كنت بعاقب نفسي صدقيني انا مش عايز غير انتي بالذات تسامحيني ..!

- معتقدش أن انا اللي غلطت في حقها ..!

- انا موعدتش فتون بحاجه انما وعدتك انتي احافظ عليها ووعدتك ومكنتش قده ..!

- عملت كده ليه ...فاكرها لعبه ؟

- ابدا والله ..بس مش هقدر اقولك دلوقتي أسبابي كبيره اوي وهتسبب مشاكل أكبر بكتير متتحلش انا واقع في دوامه مش عارف اطلع منها ...!

- آخر كلامي هسامحك لما بنتي تسامحك ولحد الوقت ده احنا لينا مقابله عند ربنا ...!

ختمت حديثها وهي تسحب حقيبتها وتنطلق للخارج تاركه إياه في هذه الدوامه التي أوقعه قلبه فيها
---------------------------------------
وإذا لقيتُك لا تَسَل عن حالتي
فملامحي بالشوقِ خيرُ بياني
واسمع عيوني كُلّما لاقيتني
فأنا عيوني في اللقاءِ لساني

واقعٍ من الخيال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن