لا أعلم
إن كانت فصاحتي تكفي لأهديك رسائل مزينه بالزهور
وإن كانت كلماتي قادره على منحك كل ما أشعر
أيتها الغائِبه ..أين أنت ...؟
أتساءل كثيرًا لماذا لم نجلس أمام البحر سويًا
وقت الغروب..أعيننا تلمع والجو بارد
وسقيع يديك تدفئه مشاعري
لماذا لم تقع عينانا على سحابه
ترسم قلب فأنبهر وأريكي إياه فأرى ابتسامتك الشغوفه
لماذا لم نتحدث عن مواضيع كثيره ربما بعضها تافه
لكن لكانت علقت حروفك في ذهني
ربما لكنت قذفتك بعض المياه البارده
ويتضارب الهواء في شعرك البني
ولكنك كنتِ صامته ..قاسيه
ولكنك الوحيده التي جعلتني أمسك القلم لأكتب لكِ
لا أعلم ..كيف لك أن تكوني بهذا الصمت ...!
--------------------------------------------
استسلمت "ملاك" لإصراره الغريب ولكن كان جزء منها مقتنع تماماً أن رغبتها في الذهاب تنبع من داخلها ، رغم محاولة إقناع عقلها أنها ذاهبه فقط لإحضار ما يخصهاولكن انقلبت الموازين حينما لمحت طيف أخيها خلف "يامن" وعلامات الخيبه تعلو وجهه ، نظراته كانت بمثابة خناجر تتوالى بطعنها ، وشعرت بشلل قدميها وخرجت حروفها مرتجفه :
- أنس ...؟
كان داخله يدفعه للصراخ عليها ، لكن عيناه الحمراء كانت رمزاً على كتم عصبيته حتى باتت شفتاه ترتجف ، مع كلمتها انتفض "يامن" واستدار لتتقابل عيناهما فانطلق الشرر من عينا "أنس" وكان سيهجم عليه لولا "ملاك " التي اندفعت نحوه وهمست له بصوت مرتجف :
- عشان خاطري أهدى وخلينا نمشي وانا هفهمك كل حاجه
نظر "أنس" لها بتردد وحيره ولم يكن ليستجيب إلا أن عيناها الدامعه المترجمه أجبرته على التراجع ، ولكنه سحبها خلفه ، لم يكن ينوي "يامن" التدخل ولكنه تبعهما بسيارته خشية أن يتشاجر معها "أنس" أو حتى يخبره بمقصد لقائهما الخفي هذا
في سيارة "أنس" حاولت "ملاك " التماسك ، ولكن وجه "أنس " المكفر وعروقه البارزه أثر ضغطه على السياره بشده ، يجعلها تريد البكاء أكثر ، تعلم كيف يؤمنها على كل شئ ، لكنها لا تعرف أنه يتحسر الآن على ثقته التي خيبت بها
استجمعت قواها وبدأت حديثها المرتجف :
- أنس انا عايزاك تسمعني أنا مش زي مانت فاكر دلوقتي ..!
لم تجد منه جوابًا فقط نظراته تحتد بشده ، لذلك نطقت مره أخرى بنبره أكثر حزناً:
- أنس اسمعني لو سمحت وبلاش الصمت العقابي ده ...!
فآجأها بضحكته الساحره وحديثه المستفز حينما نطق :
- اسمع ايه ؟ وهتبرري بايه ؟ لما تمشي مع واحد بالليل من ورا أهلك ايه التبرير لده ، وخصوصا الشخص اللي ساب اختك يوم خطوبتها اي التفسير لده يا هانم ، فكرتك عاقله بس خذلتيني جامد ..!
صفعها حديثه وأصابها بغصه في قلبها ، ولكنها حاولت التبرير وهي ترفع مذكراتها أمام عينيه :
أنت تقرأ
واقعٍ من الخيال
Randomإنهم هُم ....! هُم من يتلذّذون بسَماع صراخنا ، بتلطِيخ براءَتنا ، من أشعلُوا تِلك الحَرب الطاحِنه دَاخل رؤوسِنا ذَنب مَن ؟ مَن تَحالف مع الشّر يدًا بِيد عُهدة على تَناثُر دِمائِنا فإمّا المَوت أو المُواجهه .....!