𝑆𝑐𝑎𝑟𝑖𝑜 𝑂𝑓 𝐻𝑎𝑙𝑙

01

يمسك حقيبته السوداء ذات الشكل الرياضي بإحكام شديد دون مبالاة لوزنها الذي ازداد مؤخرا يضع راحة يديه على قبضة الحقيبة جالسا باحدى مقاعد الحافلة وكل مايريده هو النوم ,يتثاءب بتعب بين الحين والاخر ريثما يصل إلى محطته .

تتأرجح الحافلة بمجرد الاقتراب من موقف الحافلات , لينزل بعد توديع البيتا السائق وتمني ليلة سعيدة لكنه لا يتلقى أي رد ,لم ينزعج من عدم الاستجابة بل قرر تجاهلها دون أي حدث , يسير بخطوات بطيئة نحو منزله , وهو عبارة عن شقة ضيقة برفقة سرير صغير ينادي باسمه حاليا .

يقف أمام المدخل الرئيسي للمجمع ، يضغط المفتاح داخل القفل مع بعض الهز واللف ليستطيع فتحه دون إصدار صوت , يخطو عبره محدقا على الفور بالأضواء التي تومض بشكل غير صحيح بالأعلى وهو يتمنى بصمت ان يستطيع المالك تغيرها, أو على الأقل يقوم إصلاحها .

يتنهد محبطا بعد أن هرب تثاءب آخر من شفتيه الجافة والمتشققة , آثارالتعب أثقلت كاهله وهو يرغب بالنوم الآن وحالا واقفا دون أن يستيقظ , لكنه يجبر جسده على التحرك في أروقة المجمع متجها الى آخر طابق أين توجد شقته بالنهاية .

يمسح راحة حذائه ببساط ترحيب قذر قرب مدخل المنزل الهادئ سوى بعض الهمهمات لهبوب الرياح ,جدران بيضاء تتوسل للحصول على بعض الطلاء , مطبخ فارغ من أي أدوات مجرد ميكروويف وثلاجة بالكاد تحتوي شيئا هي الأخرى هذا ما كان يمثله منزله ,هدير معدته يجعله يستفيق من شروده لكنه يقرر تجاهله مكملا المسير نحو غرفته أين يوجد عشه الفوضوي بشراشف مجعدة و بطانية وضع سطحها المهترئ على الأرضية الخشبية ونصفها الآخر بالسرير رفقة بعض الوسائد الموضوعة هنا وهناك .

يخلع حذائه و جواربه نحوالأسفل مع ترك الحقيبة تسقط بالقرب من االسرير,ليقفز نحو ملاذه الآمن مرخيا جسده المنتكس بآلام تنفجر في ظهره ببعض التآوهات و اللعن بنفس حاد .

يسترخي بسريره لما يقارب نصف ساعة براحة بين الحين والآخر محدقا بالسقف ,تنسحب أنظاره نحو حقيبته الموضوعة جانبا ، لتقوم أصابعه بفتح السحاب مدخلا يديه عميقا يبحث عن زي المقهى المبعثر لكنه يستهجن الأمر موقفا حركة أصابعه بعد أن تم سحب قميص رمادي اللون وبنطال جينز أسود اللون كلاهما لا يحملان أي رائحة كما لو أنها محاصرين دون خناق ,يضم شفته معا بعد تذكر أن زيه الرسمي غير موجود على الاطلاق فهذه الملابس ليست له بالواقع .يستغرق الأمر منه دقيقة للنظر للأسفل مجددا حيث لاحظ وجود شيئ آخر بالداخل بعد جعل الحقيبة تسترخي بحضنه . يكاد قلبه يتوقف عن الضخ أنفاسه بعثرت بشكل غير سوي وأصابعه ارتجفت بعد سحب أرواق خضراء .بعيون بنية متفاجأة حدق بالحقيبة لثانية وهو يحاول تمالك أعصابه ,يمسكها من الأسفل بأحكام مخرجا ما بداخلها عبر قلبها بالسرير , حزم عديدة من النقود وضعت فوق بعضها البعض مشكلة كومة كبيرة ، رزم عديدة من فئة المئة دولار تم ربطها بشريط مطاطي محكم .