09

377 25 14
                                    

لم يشعر أوليفير بالراحة وهو يقف مترددا أمام مقهى ستاربكس الذي سيلتقي به والفتاة الشقراء المدعوة مادي التي وعدته باللقاء منذ يومين مضيا لم يشعر بهما وهما يأتيان سريعا من البرق .

تنتشر رائحة القهوة النفاذة إليه في كل مرة تفتح فيها أبواب المقهى المملوء بالأشخاص تجعله تجعله يرغب حقا في إرتشاف الكافيين، ولكنه يعلم أن شرب أو تناول أي شيئ الآن لن يكون بصالحه سوى محاربة الرغبة في عدم التقيؤ لاحقا.

هو يعلم يقينا سبب شعوره بالغثيان، ولكن لا يوجد شيء يمكنه فعله. فمع إنخفاض نشاط وإستجابة الأوميغا لديه مؤخرًا والضغط الناتج عن وضعه المعيشي الذي يسحقه حرفيا، فقد أوليفر شهيته تماما. لقد مر يومان ولم يتمكن من تناول أي شيء. إنه ليس جائعًا، على الأقل هذا ما يقوله لنفسه.

يذهل من صوت بوق السيارة الصارخ، وتتسع عيناه من الدهشة عندما يرى مادي تتوقف عند الرصيف وتركن بشكل عشوائي. تخرج من مقعد السائق وتدير المفاتيح حول إصبع السبابة الخاص بها.

"قيادة جيدة يا مادي " يسخر أوليفير من الفتاة التي تجلس على مقدمة السيارة.

"اعتقدت أن رخصتك قد تم مصادرتها"

" هذا صحيح ولهذا السبب لا أقود سيارتي"

"أوه؟"

ينظر أوليفير برجاء وهو يدعوا الرب ألا تكون السيارة مسروقة. فهناك عدد محدود من الجرائم التي يرغب في ارتكابها قبل أن يقوم بدفع مستحقات الألفا وهي طريقة لطيفة لقول أنه يريد قتل نفسه قبل أن يتمكن أورو من ذلك

إستطاعت مادي قراءة تعبير وجه أوليفير الخائف مثل كتاب مفتوح. لهذا تدير عينيها وتعترف،

"إنها سيارة حبيبي السابق، أخبرته ببعض الأكاذيب لإستعارتها حسنا ... وها نحن ذا ولكن كما ذكرتني بلطف سابقا، بما أن رخصتي معلقة، فأنت من ستقود بنا إلى الحدود" تدير الفتاة الشقراء بعينيها جانبا وهي تخبره كيف حصلت على وسيلة نقلهم.

بدا أوليفر متفاجئا قليلا من تصرفات مادي ؟

حسنا ...بما أنه تطوع لسابقا للقيادة ومادي أمنت لهم وسيلة للهرب فهذا يبدوا منصفا بالنسبة له.

" أتمنى أن تكون أحضرت رخصتك يا فتى الحافلة"

يضحك بمرح، لكنه يأخذ المفاتيح التي يتم إلقاؤها في طريقه

وبينما يبدلان الجانبين، يفرك يديه بهدوء على معدن السيارة كتربيتة ترحيب.

𝑆𝑐𝑎𝑟𝑖𝑜 𝑂𝑓 𝐻𝑎𝑙𝑙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن