يحدق أوليفر في سقف غرفته المليئ بشقوق صغيرة ناجمة عن قطرات المياه التي تخترق الطلاء الملطخ وتجعله يتجعد ويتقشر عند الحواف.
يستلقي على سريره، في منتصف عشه المليئ بالأغطية. لقد مر ما يقرب من شهر منذ أن رأى الألفا آخر مرة، وحوالي خمسة أسابيع تقريبا منذ أن أمضى حرارته معه.
كان الوقت يمضي سريعا مع مرور الأيام لأوليفير وهو يحاول العودة لحياته اليومية لكن عدم وجود وظيفة تمكنه من دفع ديون إيجار الشهرين الماضيين جعله حزينا ومكتئبا.
لا يزال ينقصه ستمئة وسبعة وخمسون دولازا، ناهيك عن الفواتير التي تراكمت مع قطع الكهرباء لديه لذا أصبح يعيش في الظلام خلال الأيام القليلة الماضية . ولكن إذا كان محظوظا، فلديه يوم واحد قبل إنتهاء شحن جهازه .
ينظر إلى هاتفه لبرهة وجيزة وهو يفكر بطلب المساعدة كخيار أخير رغم الخوف والحسرة التي يشعر بأنه لن يجد بها إلا خذلان في ظل من سيطلب منهم .
يمسك هاتفه ويطلب الأرقام المألوفة التي حاول أن ينساها، لكنه حفظها منذ المدرسة الإعدادية عندما حصل على أول هاتف محمول قابل للطي. يرن الهاتف للدقائق قليلة قبل أن تنقطع المكالمة دون رد .
يعيد الإتصال مرة أخرى ومعدته تتقلص من التوتر. إنه يعرف أن الوقت متأخر بعض الشيئ لكن ليس لديه الكثير من الخيارات لذا ببعض الأمل المزيف يرجوا أن تتم قبول مكالمته كأحد ملاذاته الأخيرة.
"مرحبا "
يشعر أوليفر بحرقة مألوفة في أنفه وحرقان في عينيه عند سماعه الصوت الناعم إثر النوم .
" أهلا يا أمي "
يسود الصمت قبل أن تزأر المرأة على الجانب الآخر
" أنت مجددا أيها الغبي ألم أخبرك ألا تتصل بي مجددا ، أنا لم أعد والدتك لذا لا تعد مكالمتي أبدا"
ينقطع الخط قبل أن يتمكن أوليفير من الاحتجاج والتوسل إليها . تنهمر الدموع التي كان يمسكها على وجنيته من الألم العاطفي والحسي .
يريد أن يرمي هاتفه على الحائط من شدة الإحباط لكن لا فائدة من هذا أبدا .
يتصفح هاتفه وأناته وآهاته من البكاء لا تتوقف بحسرة اللحظة البائسة التي يشعر بها وما مر به من أحداث مؤخرا حتى يتذكر فجأة الألفا مجددا وهو السبب بكل ما حدث له .
لم يظن أوليفير للحظة أن الألفا سيكون آخر شخص يمكنه الاتصال به بعد أن إعتقد أنه إنتهى منه لكن ها هو ذا يعود إليه مثل الحمل الوديع متناسيا آثار الخوف واليأس التي جعله يتذوقها وآهات الهروب التي أطلقها .
أنت تقرأ
𝑆𝑐𝑎𝑟𝑖𝑜 𝑂𝑓 𝐻𝑎𝑙𝑙
Actionيتوقف للحظة وهو يتنفس بشدة من حلقه حالما رأى السلاح بجانب النقود " مرحبا بك في المنزل ,عزيزي " صاح الرجل به وجبينه قد انعقد بشكل سيئ " أرجوك لا تقتلني " يتوسل بصوت منكسر ............................................. ...