#صراع_الجبابرة
بقلم #روز_الفياض
ج٣٠
مهما طالت بنا الحياة ومهما ابتعدنا لن نستطيع يوماً نسيان ذلك الحب الاول ..
ذلك الحب القديم ..
ذلك الحب الذي كان يملؤنا املاً وحياة ..
ثم .. اختفى ...
.
.
.
.
.
شمه ..
حتى زقزقة العصافير مختلفة في مدينتي .. بغداد ..
انها بغداد التي تغنى فيها الشعراء .. وكتب عنها الكتاب ..
انها بغدادي .. بغداد والشعراء والصور ..
كيف لمن غادرها ان يعيش بعيداً عنها ..
وكيف لمن ولد فيها النزوح منها ..
ليومين متتالين استيقظ منذ الصباح الباكر واجلس متأملةً في حديقة منزلنا الصغيرة ..
استنشق عطر تلك الجهنمية الكبيرة الهرمه ..
واتلمس اوراق ازهار الجوري ..
وامتع نظري بحسنها ..
الان فقط احسست اني على قدالحياة ..
انظر الى ذلك الباب الموصد امامي واحاول ان اتذكر كم مره مررت من خلاله الى قلبي ..
كنت تصطنع الحجج للمجيء لرؤيتي .. وتمتلأ عيناك سعادة عند ملاقاتي ..
فهل كان كل ذلك كذباً ..
آه .. ياويل قلبي من محبتك التي تلازمني .. وصورتك التي لاتفارق مخيلتي ..
ولا تستطيع اذني للان انكار الحنان في صوتك ..
احاول ان اتذكر كم من مرةٍ وعدتني فيها بالبقاء .. وكم مرة وعدتني فيها بالوفاء ..
وكم مرة وعدتني فيها بأنك رجُلي وفارس احلامي ..
وانك انت الملاذ الحقيقي والسند الذي لايميل ولايختلف ..
فماذا جرى ؟
ماذا جرى لتجازيني بهجرك وبُعدُك وخذلانك ؟
يومية جانوا بنات ام ستار يجون وياي يساعدوني نرتب البيت ونرجع الاثاث بمكانه مقصروا ابد ..
اسبوع استغرق من عدنه الترتيب والتعزيل .
بالليل جانوا الجوارين يجون يسلمون علينه ويتحمدولنه السلامة واني وبنات ام تيسير جنه نكعد نلعب اللعبات الي جنه نلعبها بأيام زمان من جنه بالمدرسة ( ملك ، وزير ، جلاد ، حرامي ) او نلعب لعبة الحروف ( حرف ، اسم ،نبات ، حيوان ، جماد ، مدينة ) وجنه نشبع ضحك ..
وامي وام تيسير يخلصوها جايات رايحة وجايات راجعة ..
لكن حتى باقصى درجات الفرح والسعادة اللي حسيت بيها بقربي من ناسي ورجعتنه لبغداد جان موجود ..
موجود بداخلي مااكدر انساه ..
الچاي صار مفهوم يمثله ..
كلمة وظيفة تمثله .. كلمة مدير معناها هو .. كلمة حب كلمة حنان كلمة اشتياق ... وكل كلمات قاموس الحب صارت تمثله كلها تذكرني بي لدرجة حتى بغداد احسه هو ..
كل مكان وكل شارع يذكرني بي ..
اذا اطلع اكول يارب اشوفه ..
واذا دك التليفون اكول يارب هو ..
واذا نمت اكول ياربي احلم بي ..
جنت احس الكل يعرف باللي صار والخجل ماكلني ..
امي رجعتنه لبغداد لان شافتني تعبانه ..
ولازلت تعبانه بس مو كدامها .. جنت استرق لحظات اكعد بغرفتي اوبالحديقة وابجي بحركت كلبي من اتذكره ..
