الفصل الثاني

314 33 18
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

في عصر اليوم التالي، حيث كان أحداً لا عمل فيه ولا إرهاق.

لوّح بيده اليمنى عالياً بابتسامةٍ واسعة وهو يرى الجالس من بعيد خلف نظاراته السوداء الدائرية، توجه نحوه سريعاً ليلقي التحية ويجلس على الكرسي المقابل لصاحب الخصل الشقراء والملمح الهادئ والجاد.

– تأخرت يا غوجو.

– بل أنت من حضر مبكراً.

هي عادة أن يحضر في كل عطلة أسبوع إلى هذا المقهى حيث يلتقي بصديقه نانامي كينتو، يتبادل الأحاديث معه ويحكي له أحداث أسبوعه الفائت، ونانامي، كان يؤدي مهمته كمستمع جيد، يصغي لثرثرة غوجو بكل اهتمام رغم سُخف أغلبها من وجهة نظره.

وها هو ذا يصغي لحديثه وهو يحتسي كوب قهوته حول تلك اللوحة وعن مدى حماسه لاعتراف ميوا له، بدى واثقاً وبشدة أنه قد أثار إعجابها إلى هذا الحد.

– احترس.

نبس بعد صمتٍ طويل.

– ماذا تقصد؟

– ألا ترى أنه من المريب أن يرسمك شخصٌ بغير إذنك؟

قهقه غوجو على ما تلفظه ذو الصوت الرخيم من شك: لا عليك يا رجل، إعلم أن ميوا فتاة لطيفة وخجولة ومهتمة بالفن، وقد شاركتني بعضاً من لوحاتها سابقاً، لذلك ربما اختارت هذا الطريق.

نفى نانامي برأسه آيساً من ثقة المستهتر أمامه.

---

في ليلة ذات اليوم.

حدّق باللوحة بين يديه، لكن على عكس البارحة، لم يكن ثغره مبتسماً، بل كان مقطب الحاجبين.

هذه لوحة ثانية وصلته الآن، وجهه المرسوم هذه المرة كان مبتسماً وبين يديه كوبٌ من القهوة، ويبدو أن راسمها كان خلف نانامي، حيث حرص على إظهار بعضٍ من خصله الشقراء في الجانب الأيسر من اللوحة.

أكان نانامي على حق؟ أعليه أن يحترس ويخشى؟ أتقوم ميوا بملاحقته؟

لشدة حيرته وخشيته لم يتمكن من التفكير السليم، لذا قرر أن يتصل بالأشقر، ملجأه لاتخاذ القرارات.

فنٌ مخضب | غ.ساتورو ꤶحيث تعيش القصص. اكتشف الآن