فنٌ مخضب | غ.ساتورو ꤶ

الفصل الأول

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.

.
.
.

في طريقه نحو مقصده المعتاد كل صباح مستمتعاً بأجواء الخريف وألحان تكسّر الأوراق الملونة واليابسة أسفل حذائه الرياضي؛ يمشي ذو السنوات الثامنة والعشرين بسروالٍ بني وقميص سماوي لم يكفيه دفئه، لذا دثّر نفسه بمعطفٍ طويل يشابه السروال بلونه، مغطياً خصلاته الناصعة بقبعة صوفية بيجية.

حيّا زملاء عمله بابتسامة رحبة ثم تموضع خلف طاولة مكتبه ليباشر بعمله على مراجعة العمل الجديد الذي قدمه زبون في الأمس. عملٌ مرهق يأخذ من الوقت ساعات، لكنه اعتاد عليه حتى أحبه.

مؤمن أنه يمكن للمرأ التغلب على كل شيء عبر خداع عقله الباطن.

أراح ظهره للخلف وهو يمسح على وجهه محاولاً إبعاد إرهاق المكوث أمام الحاسوب لساعات خمسٍ متواصلة، لم يشعر بمرور الوقت فقد كان منغمساً بما يقرأ لحُسن سرده وأحداثه.

– غوجو، ألن تأتي لتناول الطعام؟

تنبه لصوت زميلته ذات الملمح الحسن والشعر الأزرق الملفت وهي تستفسر عنه باهتمام، فالتفت نحوها مجيباً وهو ينهض: هذا ما أحتاجه الآن بالضبط.

اجتماعه مع زملاءه حول طاولة الطعام ورؤيته لهم يتبادلون الأحاديث والضحكات، أعادت له ذكريات كان عقله على وشك محوها، فطأطأ برأسه يعيد رسم تلك المشاهد في مخيلته غصباً.

– أبخيرٍ أنت؟

سألته من كانت تجلس إلى جانبه ليرفع بصره نحوها يومأ مطمئناً إياها أنه كذلك: أنا بخير ميوا، لكن عليّ العودة لإكمال عملي الآن.

نهض بعد أن حشر آخر لقمة في فمه وعاد إلى مكان عمله حيث انغمس فيه ثانيةً محاولاً تجاهل الغصة التي أصابت حلقه قبل لحظات.

انتهى دوام عمله بعد ساعاتٍ ثلاث، ليعود أدراجه إلى منزله في وقتٍ السماء تكسوها حمرة المغيب، وكل ما كان يفكر به خلال سيره هو إراحة ظهره المرهق على السرير بعد الاستمتاع بحمامٍ منعش لينام نومةً هانئةً حتى صباح يوم الغد.

استوقفه أمام باب شقته صندوق طردٍ بريدي مغلف بإحكام، تعجب من ذلك فلا أحد يرسل له بريداً في العادة ولم يطلب من مواقع الانترنت شيئاً.

أحنى جسده ليلتقطه ويلج إلى شقته الفارغة من كل نفسٍ غيره، وضع الطرد في غرفة الجلوس ثم توجه إلى غرفته ليخلع ثيابه ويستحم سريعاً ويرتدي ملابساً مخصصة لراحته في المنزل.

دلف إلى المطبخ ليصنع كوباً من شراب النعناع والليمون الساخن، أخذه ليتوجه حيث ينتظره الطرد.

وضعه أعلى الكوتاتسو ليدخل رجليه أسفله بعد أن قام بتشغيله، فأجواء الخريف هذه لن يبعد بردها سوى دفئه.

ارتشف من كوبه ثم باشر بفتح الصندوق، ليظهر ما في داخله..

لوحة مغلفة بأكياس جعلته يتململ وهو يفتحها بعد أن بحث عن ورقة تحمل اسم المرسل لكنه لم يجدها، تململه ذاك قد رحل حين أبصر انعكاساً لوجهه على قماش اللوحة.

ارتفعت زاويتا شفتيه برضاً وهو يتمعن بتفاصيل تلك الرسمة، حيث تظهر على عينيه البحرية -والمرسومة بدقةٍ عجيبة- الإرهاق والتركيز بما يقوم به، وبعض من خصله الثلجية المتمردة من أسفل قبعته الصوفية.

أدرك أن هذه اللوحة قد رُسمت اليوم لتطابُق حاله ولباسه، ولم يكن التفكير بهوية مرسلها صعب كما اعتقَد، فلا بد أنها زميلته الأصغر سناً ميوا كاسومي التي تظهر إعجابها به على الدوام.

تسائل إن كان عليه أن يسألها عن ذلك بعد غد أم سيترك الأمر لها لكي تتشجع وتواجهه بذلك من تلقاء نفسها.

نعاسه وإرهاقه لم يسمحا له بالمزيد من التفكير، لذا ترك كل شيء ودثّر جسده بغطاء الكوتاتسو يستجدي نوماً هانئاً.

---

الفصل الأول؛تم✔️

14.12.2023

---

الكوتاتسو: هو إطار طاولة خشبي منخفض مغطى -بفوتون- أو بطانية ثقيلة، والتي يوضع فوقها سطح طاولة، يوجد تحته مصدر حراري.
-أحد أحلامي أن أقوم بتجربة استخدامه🤌🏻-

إعادة نشر جديدة لفانفيك قديمة -أجدد القدامى-.
كانت ذات فصول أربعة طويلة، لكنني سأقوم بتقسيمها لفصول قصيرة حتى أتمكن من النشر بشكلٍ أسرع.

كان من المفترض أن يكون نانامي هو الشخصية الرئيسية، لكن شخصية البطل مناسبة لغوجو أكثر -حتى أن الشخصية السابقة كانت تمتلك ذات مؤدي الصوت🤭- بينما تركت نانامي ليكون شخصية جانبية مناسبة لشخصه ومظهره أكثر.

ما هي توقعاتكم للقادم؟

هل حقاً كاسومي هي المرسل لهذه اللوحة؟

ماذا يوجد خلف غوجو وماضيه؟

ما رأيكم بشخصيته؟
-من الواضح كونه نرجسي كما تعرفونه، لكن أظن أنكم ستستصعبون تخيله يعمل في عمل مكتبي روتيني (:-

قوموا بدعوة أصدقائكم من محبي غوجو ليستمتعوا معنا في قراءة القصة.

نراكم في الفصول القادمة 🫶🏻✨️