الفصل 3

291 35 182
                                    

آسفة لأي خطأ املائي موجود.

صلوا على حبيبنا المصطفىٰ ..

و باسم الله نبدأ.

.
.

كانت تقومُ بتحضير الطعام لأفراد أسرتها، فحين كان ابنها الصغير ذو الأربع سنوات يلعب بالقرب منها.

دخلت والدتها، ووضعت بعض الأكياس على المنضدة.

نظرت لها بعدم رضا، وعقدت حاجبيها بجدية قائلةً:
" لماذا تعملين وحدك؟ أين تلك الكسولة ؟"

زفرت هواء رئتيها بانزعاج، ثم ردت دون أن تلتفت
" قلتِها بنفسك، كسولة.. بالتأكيد تعبث بهاتفها."

وضعت يديها على خصرها، زمّت شفتيها بامتعاض، وقالت معاتبة إياها.
" و لماذا تقبلين بهذا؟ أنتِ لست مضطرة لتطبخي لتأكل هي و أطفالها المشاغبين."

تحاشت النظر إلى والدتها، بدأت بتقطيع بعض الخضروات.
" أرجوكِ يا أمي، تعرفين سلاطة لسانها، قلبي متعبٌ بما فيه الكفاية، لا ينقصني أن اسمع كلامًا مسمومًا منها."

همهمت والدتها بعدم رضا، و كانت منزعجة بما يكفي لبدء شجار مع زوجة ابنها، كانت بالفعل تَهم بالخروج من المطبخ، و لكنها قالت لتشغلها.

" صحيح، جاءت الخالة فطينة و معها إمرأة كبيرة، سألا عنك، و لا أعرف ماذا يريدان، لربما تكون طاهية، ألم تطلبي منها أن تعرفك على واحدة؟"

" نعم طلبت، ولكن ألم تسألهما ؟"
" فعلت و لكن لم تقولا شيئًا، لا أعرف السبب.".
" سأتصل بها لأعرف، أعدي الشاي لوالدك أنه جالسٌ في غرفة المعيشة."

كانت أم حنان قد انهت مكالمتها مع فطينة، و بدت مرتبكة بعض الشيء.

أكملت حنان تحضير الشاي، و حملت السفرة لغرفة المعيشة حيث يجلس والدها.

كانت والدتها تتكلم بصوتٍ خافتٍ،
" نعم لذلك اتصلت لاسألها عنها، و بصراحة لم أتوقع إجابتها."

" هل هناك مشكلة ما؟"
" لا و لكن .. تلك السيد تريد خطبة حنان لابنها."

استقبل والدها الكلام بشكل أقل من عادي قائلًا.
" هذا أمر ليس بسيء."

نزلت تلك الكلمات كالصاعقة على حنان، ارتجفت يديها،
انتفضا بسماعهما صوت تحكم الزجاج، كانت تقف متصنمة في في مكانها، وتشكلت طبقة زجاجية رقيقة على زرقاوتيها.

" ما بالك؟ هل نسيتِ كيف يحملون الكؤوس حتى؟"

لم يمضي لوصوله للحظات، حتى قال بسخرية عندما رأى الزجاج المحطم أمامه.

لا أحد يقدر مشاعرها، وتعبها، مهما شكت أو شرحت، تبقى تحتفظ بذلك الألم في قلبها، حتى ظنوا أنها نست .. كيف تنسى؟!

ألم تعْلِمهم برغبتها بتربية ابنها بهدوء؟

و فوقها عدم تقدير و سخريات، و كلمات لاذعة من تلك الحمقاء الكسولة.

نقطة بداية « مكتملة »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن