الفصل 4

240 31 230
                                    


آسفة لأي خطأ إملائي .

صلوا على الحبيب المصطفىٰ لنبدأ.

.

" أهذه زوجة عمار الجديدة؟ إنها صغيرة."
" إنها ما تزال عشرينية .. "
" إنها أجمل و أصغر من سما، لهذا استطاعت إيقاع عمار في شباكها، و اخراجه من عزلته تلك."

كان عدد المدعوين بسيطًا جدًا، لم يكن سوى بعض الجيران و الأقارب فقط لإعلان زواج عمار و حنان..
و كانت نساء جيران عمار يتهمسنّ معًا، بينما ينظرنّ لحنان بتمعن..

حنان كانت جالسة بذلك الفستان الأبيض البسيط الناعم، و التجميل الرقيق الهادئ، وعلى وجهها ملامح توتر و ارتباك.

وقد زاد ارتجاف يديها بعض همس زوجة أخيها لها و لأمها، الواقفتين بجانبها.

" أيعقل أن هذا زفاف؟ و هذا شكل عروس؟ بصراحة أنه لا يساوي واحد في المئة من فخامة حفل زفافك مع زوجك المرحوم."

كانت تتكلم بتكبر و تعالي، و هي تعاين الغرفة المزينة بأشياء بسيطة بتململ.

قرصتها أم حنان بدون لفت الانتباه لهما، و قالت بامتعاض.
" أهذا كلام يقال لعروس في ليلة زفافها؟ لتجلسي و فمك مغلق، و إلا جعلت ابني يتصرف معك."

" حماتي ما قصتك؟ هل تريدين أن يغضب علي؟ كل ما في الأمر قلت رأيي."

هدأت ملامحها و نبرتها فجأة و قالت بخوف، في حين تابعت الأم كلامها بحزم و حدة.

" لم يطلبه أحد، لذلك ضعي لسانك في حلقك.. يكفينا غضب عائلة عمها بسبب هذا الزواج."

زفرت حنان هواء رئتيها بتعب، تابعت رسم الابتسامة المتكلفة على وجهها و قالت.
" آسفة جدا يا أمي، تسبب بمشكلة."

" لا تفكري في شيء، سيحل والدك الأمر، المهم الآن أنتِ و حياتك الجديدة مع زوجك."

ربت أمها على كتفها برفق، في حين شردت حنان في أفكارها و عيناها معلقتان بابنها مجد الذي يجلس بصمت و قلق قرب أولاد خاله.

" اليوم نقطة بداية لحياة جديدة لي لا أعلم عنها شيئًا .. يا رب أعني و ارحم ضعفي و ضعف ابني."

.
.

مرت ساعة الحفل على خير، و تركت أم حنان ابنتها في بيت زوجها و ذهبت.

" عمار، هيا تعال يا بني."

شعر بجفافٍ في حلقه، دخل بعدها للغرفة ليجد والدته تقف بجانب عروسه ..

شعرها الأسود الطويل المنسدل على كتفيها بنعومة، و فستانها الأبيض ذو التصميم الرقيق، و رزقاوتيها اللامعتين؛ كانت جميلة جدًا.

لكنه لم يكن سعيدًا أو متلهفًا، شعوره ذلك اليوم كان مختلفًا، كان متلهفًا لرؤية سما و البقاء معها، كان يعد الثواني لتصبح معه.

نقطة بداية « مكتملة »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن