صلوا علىٰ الحبيب المصطفىٰ
اللهم نصرك القريب لأهل غزة.
.
مرت أيام عصيبة علىٰ بيتهم، مذ ذات الحادث..
حالتهم النفسية المضطربة، والالتزامات المادية والعملية لعمار، وعجزه عن القيام بها.لقد أخذ إجازة مَرَضِية، طبعًا دون الراتب الذي يعيلهم، ولا تعويض مالي، فليست إصابة عمل، والمال الذي بقي معه دُفع كله لأجل عملية عظم ساقه المكسور، وفوقها تديّن المال من حسام.
وبقيت الأقساط والفواتير تنخر عقله، التفكير في ما سيؤول له الأمر يثير جنونه وعصبيته.
وواجباته..
الأولاد، مأكلهم، ملبسهم، دراستهم، نفسيتهم، ستتهوىٰ تدريجيًا، إذ لا عمل له، لا يستطيع تأمين أبسط احتياجاته، لا مادية ولا نفسية بوضعه..وأمه التي انفقت من مالها التي تذخره مذ زمن، لأجل علاجه، لديها مراجعات طبية وأدوية، ما سيحل بها الآن!
وحنان، لها حقوق عليه، لم يأخذها من بيت أهلها لتفتقر، عليه إكساؤها وتأمين الحياة الكريمة لها، واحتواء ضعفها، قصة الحادث التي أؤذىٰ بقلبها تخنقه، ليت حسامًا لم يحكيها له.
ضرب الأرض جانبًا بقبضته بكل ما امتلك من قوة، بالكاد يستطيع التحرك، وجع ظهره كذلك لم يخف بعد.
اغتم قلبه، وشعر بضيق صدره عليه يكاد يختنق، وعقله كبركان ثائر يوشك علىٰ الانفجار، والألم يزيد النخر في عظامه، لازال يشعر بألم اصتدام جسده بالأرض.
.
لم تعد لها القدرة للتحمل أكثر، لكنها مجبرة علىٰ الصمود، انهيارها يعني انهيار كل العائلة معها، لن تسمح بدمار كل شيء تعبت في تأسيسه لمجرد لحظة..
عمار لطالما احتوىٰ ضعفها وتصرفاتها المبهمة معه، واصلح ما يستطيعه من علاقته بها، الآن هو المحتاج لها، ولقربها.
اكتفت من زيارة الأقارب والجيران ليهونوا عليها مصيبتها، ولكن معظمهم زادوا الطين بِلّة.
«يا الهي كيف يحدث أمر كهذا، كيف يفترض ان تثبتي له السلم، أنا ورغم متانة سلمنا اثبته لزوجي.. المفترض ان تنتبهي أكثر يا حنان.»
«حصل ما حصل، الأهم الان هو كيف ستعشون وقد ترك عمله! ستموتون جوعًا هكذا، هذا سبب دعمي لعمل المرأة، ولو كان زوجها كريمًا معها.»
تنهدت بتعب إثر تكرار تلك الكلمات في أذنيها، ما ابرع الناس في الكلام، وهم لا يشعرون بما يشعر غيرهم، ولا يقدرون حجم تعبهم ومصيبتهم.
تفكير سطحي مبتذل، أفسد علاقات المجتمع كاملًا.. بالمقابل كان هناك أناس طيبون جدًا يتقون الله في خواطر غيرهم.
«انه خير من الله بلا شك، واختبار لكم، توكلي عليه يا حنان، سيمر كل شيء بإذنه، أقدر مشاعرك المضطربة الان، ولكنها ستمضي وتدركين الحكمة منها يومًا ما.»
أنت تقرأ
نقطة بداية « مكتملة »
General Fictionالحَيَاةُ لا تتَوَقَفُ عندَ أحدٍ، مهمَا كانَت أهْميَتُه، الحَيَاة أقوَىٰ من المَوت و تسير مهما قَاسَيتَ، لذلكَ عليكَ الوُقُوفُ و التَقَدُم لأنهَا لن تتنظَرَك، مهما حدثَ و شعرتَ أنها توقفتْ للحْظَة اخْتَلِق تلك النقطَة، نقطةَ بداية، بدايةٍ جديدةْ. حق...