الفصل 7

206 23 224
                                    


اللهم استغفرك وأتوب إليك.

.
.
.

مرت أربعة أيامٍ بشكلٍ أقرب للعادي،
رغم محاولات عمار الكثير، إلا أن رواد يقضي معظم وقته منعزلًا بغرفته بحجة الدراسة.

رشا ومجد لم يعدا يدخلان غرفته، ويحاولان ألا يحتكا بطريقة مباشرة به، ويمضي وقتهما بين الروضة، واللعب، والاستماع لحكايات الجدة بهيجة.

عمار انتهت إجازته القصيرة تلك، وعاد لحياته الموظفية الطاحنة، ولكنه شعر ببعض الأسف، لأن بينه وبين حنان فجوة ما، لم يستطعا تجاوزها بعد.
.
.

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة.

في صخب أحاديث الطلبة التي لا تنتهي، ولا تمت للدراسة بصلة.

يجلسُ ضجرًا علىٰ مقعد، يضع يده تحت ذقنه بملل، وأمامه دفترٌ يملؤه بالخربشات.

دخلت إحدىٰ الفتيات الفصل، واقتربت لتجلس بالمقعد المجاور له، تنظر إليه بعدم رضا.

تجهمت ملامحه، وعقد حاجبيه بضيق، ستبدأ بالكلام ولن تسكت إلا ببداية الحصة الجديدة.

« رواد لم تخبرني بعد بما فعلته بزوجة أبيك؛ هل وجدتَ طريقة تبعدها عن حياتكم بها؟!»

كانت تركز أنظارها إليه، لكنه لم يلتفت حتى إليها، زفر هواء رئتيه بضجرٍ قائلًا.

« كلا، أسببُ الازعاج لها فقط، بالتأكيد لن أفعل شيء قويًا لترحل دفعة واحدة، عندها سيعرف أبي ولا أريد التصادم معه، ولكن مع ذلك أشعر أحيانًا أنها طيبة و لا تستحق ذلك. »

«لاا»

انتفض لصراخها المفاجئ، كانت منزعجة و غاضبة بعض الشيء.
« لا يا رواد، لا تقع في فخاخها، إياك يا رواد .. هذه المرأة لا تتصرف هكذا عن عبث، إنها فقط تمثل دور الرقيقة الحساسة أمام والدك، حتى تكسبه لصفها تمامًا وتسيطر على الأمور، لا تصدق ليس هناك زوجة أب طيبة أو حتى جيدة ، كلهنّ مخدعات شريرات.»

قَلَتْ المسافة بين حاجبيه أكثر، وكزّ أسنانه ممتعضًا.
« أرجوكِ فدوىٰ اصمتي، لقد صدعتِ رأسي بكلامك هذا وعن نفس الموضوع كلما رأيتني.»

نهضت من مكانها وقال بغضب، وقد ضربت طاولة مقعده بيديها، وصرخت في وجهه.

« هذا لأنني أهتم بأمرك، وأخاف أن تنقلب حياتك اللطيفة مع والدك، صدقني الرجال يضعفون أمام زوجاتهم، أو ربما حتىٰ يسحرونهم لا أعرف، المهم أن زوجة الأب لن تحب أبناء زوجها لأنهم أبناء ضرتها ولو كانت متوفية، لن تحبكم ولن ترأف بكم .. لو تمكنت لرمتكم بالشارع، رواد افهمني الحياة عندما ستتمكن زوجة والدك من السيطرة عليها ستصبح جحيمًا لا يطاق.»

سيطرت نبرة حزن وغصة ألم على صوتها في آخر جمل من كلامها الطويل الذي نزل كصاعقة على رواد، كانت ينظر إليها بجمود، جفونها تصارع دموعها كي لا تنزل .

نقطة بداية « مكتملة »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن