الفصل 5

216 27 167
                                    


استيقظت حنان من غفوتها البسيطة تلك، بالكاد شعرت بالراحة لتنام، كان عقلها منشغلًا بالتفكير بابنها مجد.

التفت للجانب الأخر ولكن عمار لم يكن في مكانه، نهضت بهدوء من مكانها، ارتدت رداء صوفي على كتفيها واقتربت من باب غرفتها.

أدارت المقبض ببطء، أغمضت عينيها بقوة للحظة لشدة الضوء الخارجي عكس غرفتها المظلمة، فتحت عينيها بتثاقل، ووقفت بارتباك في منتصف الممر.

شعرت بنسائم باردة تداعب وجهها.
كان باب الحديقة الخلفية مفتوحًا قليلًا، أخذت نفسًا عميقًا، وتقدمت بهدوء.

كان عمار جالسًا، يضع يده على رأسه بتعب، ويتمتم بكلمات هامسًا، لم تفهم أي منها.

«عمار، الجو بارد ادخل وإلا اصبت بالبرد.»

رفع رأسه ببطء والتفت إليها، كانت تقف بابتسامة عفوية وشعرها البني اللامع، كانت ملامحه مصدومة وأعينه متعلقة بها بشكل غريب.

تسارعت نبضات قلبها، وشعر بحرارة في وجهها من الارتباك والخجل، وقالت بصوت خافت.

« هل هناك خطب ما بي؟»

استفاق من وهمه كذلك بسؤالها، شكر الله أنه أدرك الحقيقة قبل أن ينطق باسم سما بلحظات.

ابتسم واقترب ليدخل.
«لا، فقط أردت استنشاق بعض الهواء..»

دخل وأغلق باب الحديقة وراءه، وضع كفه على كفتها .
«لماذا استيقظتِ في هذا الوقت؟ ألم ترتاحي جيدًا؟»

« بالعكس المكان مريح، ولكنني كنت أفكر في مجد.»

«لا تقلقي عليه، دخلت غرفتهم قبل قليل انهم نائمون بعمق.»

دخل للمطبخ يسحبها وراءه، طلب إليها الجلوس على أحد الكراسي، واسألها بينما يفتح الثلاجة.

«أتحبين أن تشربي شيئًا؟ أو ربما تشعرين بالجوع؟»

ابتسمت حنان لمحاولاته ليكون عفويًا ولطيفًا معها، ردت بهدوء.
«لست جائعةً الآن، شكرًا لك ..»

وضع على الطاولة كأسين من العصير، وأحدهما أقرب إليها، ثم أخرج بعض الفواكه ليقوم بغسلها.

جلس بعدها بجانبها وبدأ بمحاولة فتح أحاديث معها، ومعظم أحاديثهما عن الأولاد.

سقط عندها وشاحها الصوفي، وانحنت قليلًا لالتقاطه، عندها انتبه عمار ثانية على أثر جرح قديم على كتفيها و ذراعها.

«صحيح ما قصة أثر هذا الجرح؟ حتى مجد يعاني من شبيهتها.»

شحب وجهها فجأة، وبدا عليها الخوف، ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم تبسمت قائلة:
«أخبرتك بأمرها سابقًا..»
«بلى، و لكن لم تقولي سبب وجودها.»

ارتجفت أوصالها، وقالت مبتسمة، رغم صوتها المهتز الخافت.
«حادث قديم تعرضنا له، كان حادثًا بسيطًا لا أكثر، فقط انكسر الزجاج و جرحنا .»

نقطة بداية « مكتملة »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن