الفصل 9

197 26 206
                                    

يسير بخفة في الشارع، متناسيًا تعب العمل، بالكاد يشعر به بعدما حصل.

«متأكدٌ أنهم سيحبونها.»

قال في نفسه، وابتسامته العريضة لا تفارق وجهه، الذي يضج بالحياة في الفترة الأخيرة.

ما إن فتح باب منزله، حتىٰ ركضَ نحو طفلاه اللطيفان.

صرخا مُرحبَان به، ثم لمعت عينا تلك الصغيرة الجميلة قائلة وهي تنط حوله بحماسة.

« هذه هدايا لنا صحيح!»
«بالتأكيد يا عزيزتي.»

علت ضحكاتها، لتركض نحو الطابق العلوي، صارخًا باسم رواد لينزل إليهم ..

دخل عمار لغرفة المعيشة، أعطىٰ إحدىٰ تلك الأكياس لوالدته، و جلسا يتحدثان قليلًا، حتىٰ جلست جميع العائلة حولهما، عدا رواد الجالس بعيدًا.

« رواد، تعال اجلس بجانبي يا بني.»

للحظة دمعت عينه، شعر أنه لن يهتم بجلوسه وحيدًا كالعادة، اقترب بهدوء، ما إن جلس بجانبه، حتىٰ أحاط عنقه بذراعه.

لقد خفق فؤاده راقصًا اللحظات، لا يذكر آخر مرة جلس قرب والده هكذا، أو تلقىٰ حبًا كالسابق.

« أخبرني ما الذي يحزنك يا ولدي؟»

أخفض رأسه، وارتفعت زاوية فمه ببعض السخرية، ألاحظ ذلك أخيرًا أم ماذا؟ أو ربما يدعي هذا.

ما يفيدُني سؤاله الآن؟
جال هذا بخاطره المكسور، لا شيء يمكنه اصلاح روحه، أنه يشعر بكرهٍ كبير في قلبه، ليس فقط تجاه حنان، بل حتىٰ والده، يشعر أنه يكرهه رغم اشتياقه له.

تناقض رهيب، يشعر به في نفسه.

ابتسم مخفيًا كل شيء داخله، يمقت أن يشفق أحدهم عليه، قائلًا بهدوء.

« لستُ كذلك يا أبي، فقط الدراسة تزداد صعوبة بالنسبة لي، أحاول بجد .»

ربت والده على كتفه بلطف، يبدو أنه فخور به، قرأ ذلك في لمعة عينيه .

قفزت رشا فجأة لحضن والدها، وضعت جبينها على جبينه عابسةً.
« أعطني الهدية، بسرعة ..»

ابتسم عمار، لغضب طفلته الطفيف هذا،
ابتعدت قليلًا قائلةً.
« يجب أن تعجبني ..»

قعدت يديها الصغيرتين إلى صدرها، و زمّت شفتيها بانزعاج.

ما ان رأت اللعبة التي أحضرها لأجلها، اختلفت تلك الملامح تمامًا،

كان قلبه يخفق فرحًا لرؤية تلك السعادة الغامرة على وجه الطفلين اللطيفين، والأهم الغِبظَة في وجه حنان لها تأثير آخر في نفسه، ووَقعٌ قويٌ في روحه.
.
.

« أخبرني، كيف تمكنت من شراءها، عليك فواتير وأقساط يجب دفعها..»

سألت حنان بعد أن دخلت وراءه مخدعهما، ابتسم لها، كان سعيدًا مرتاحًا عكسها، رغم فرحها بسعادة مجد ..

نقطة بداية « مكتملة »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن