كانت يجلس وحيدًا حزينًا، عاد له شعور الوحدة والنكران والرفض مجددًا..كان يراقب أولاد عمه وهم يلعبون سويًا، وكانت ضحكاتهم تملأ المكان، وينظر إلىٰ ألعاب الجميلة التي يملكونها..
رفضوا إشراكه في اللعب، وكان يضربونه وسخرون منه، كان أمهاتهم يحرضونهم علىٰ ذلك.
ابتعد والدموع تتلألأ في عينيه، كل ما يريده هو اللعب فحسب، ليس سوىٰ طفلٍ في الرابعة فلما كل هذا الكره تجاهه.
دخل حجرة جده وبقي يشاهد التلفاز حتىٰ أصابه الملل، جده لن يعود الآن وليس هناك أحد ستحدث معه.
كل أيامه تمر هكذا بل وأسوء،
زوجات أعمامه يمنعن عنه الطعام، لا يسمحن له بتناول الطعام مما يطبخن.
ولا حتىٰ بأخذ كِسرة خبزٍ من مطبخهن،الأنكاء والأكثر ظلمًا، لا يسمحون له بمكالمة والدته، حتىٰ أعمامه نهروه عندما طلب هذا.
بلغ من الجوع حده، يشعر بألم شديد في معدته الخاوية، كانت رائحة الطعام زكية جدًا تثير شهيته أكثر،
كان يقاربهم وهم يأكلون معًا والبسمة علىٰ وجوههم من شق الباب.
« أبي متىٰ ستأتي لتعيدني للبيت؟!»
بكا طويلًا في غرفة جده حتىٰ غلبه النوم هناك،
استيقظ علىٰ صوت جده،
كان الوحيد اللطيف معه، يشتري له ما يريد، ويحكي له الكثير من الحكايا، ويمازحه، بوجود جده لم يكن أحدٌ يجرؤ علىٰ ازعاجه بنظرة، ولا حرمانه من شيء،
زادت قسوتهم عليه بسبب غيرتهم لاهتمامه جده الكبير به، متناسين أنه طفل وأنه آخر أثر له من ابنه الراحل مؤنس.
كان جالسًا بحِجر جده، وعماه جلسان بقرب والدهما ويتناقشون حول موضوع مجد.
لم يكن الجد واثقًا من زوجات ابنائه، ولا راضيًا علىٰ ابعاد مجد عن حضن والدته وهو بهذا السن الحساس من طفولته.
« اذهب يا صغيري للعب مع أولاد عمك.»
امتثل لكلام جده وخرج من الغرفة، التفت لابنيه وحدق فيهما بحدة قائلًا.
« لماذا تمنعون الولد من الاتصال بأمه أو زيارتها، إن كنت أخذتموه للعيش معنا، لا يعني حرمانه منها.»« أبي أرجوك، أتريد أن يلتقي بذلك الغريب؟! لا ينقصنا دلاله والحاحه للعودة لهم.»
« ذلك الغريب كان أحن عليه منكم، أنتم أعمامه أشقاء والده، لم تفعلوا نصف ما فعله لأجله.»
احتد نقاشهم أكثر، بذات اللحظات
كان مجد منزعجًا من تصرفات أبناء عمه المستفزة، كان أحدهم يسخر منه ويضحك عليه.شعر بضيق شديد منه، فدفعه بعيدًا عنه..
فجأة هجمت عليه زوجة عمه توبخه وتصرخ عليه بوحشية، كأنها تكاد تفترسه.
أنت تقرأ
نقطة بداية « مكتملة »
General Fictionالحَيَاةُ لا تتَوَقَفُ عندَ أحدٍ، مهمَا كانَت أهْميَتُه، الحَيَاة أقوَىٰ من المَوت و تسير مهما قَاسَيتَ، لذلكَ عليكَ الوُقُوفُ و التَقَدُم لأنهَا لن تتنظَرَك، مهما حدثَ و شعرتَ أنها توقفتْ للحْظَة اخْتَلِق تلك النقطَة، نقطةَ بداية، بدايةٍ جديدةْ. حق...