✨الطلب المفاجئ ✨

139 20 4
                                    

بينما كنت نصف نائمة في العربة، كنت لا أسمع غير أصوات الأحصنة وبعض الاصوات التي تصدرها العربة حينا تمر بعجلاتها على المطبات، وفي القصر الكبير، كان 'ماركو' يخطو بثبات نحو 'كايل' الذي كان جالساً واضعاً قدمه على الأخرى، وكأسٌ من النبيذ الفاخر في يده. وقف 'ماركو' أمامه مبتسماً بغطرسة وقال بصوتٍ مرتفع:
__سمعت أنك رقصت مع فتاتي؟!

رفع 'كايل' رأسه بهدوء وأجاب ببرود:
_رجاءً، لا تُضحكني!

بدأ 'ماركو' يضحك بسخرية وقال:
_كيف أقنعتك بالرقص معها؟ لقد مرّت فترة طويلة دون أن ترقص مع إحداهن!

استمر 'كايل' بشرب نبيذه دون أن ينطق بكلمةٍ واحدة، بعدما وضع 'ماركو' يديه في جيوبه، أضاف وهو يتحدث:
_على أي حال، هل غادرت وحدها؟

'كايل' رفع رأسه مرة أخرى، نظر بشكلٍ حاد وقال:
_هل يهمّك ذلك؟ أنت وبدون شكٍ تخطط لشيء!

تبادلا نظرات حادة، ثم ردّ 'ماركو' بابتسامة تحمل الاستفزاز في طياتها:
_أعجبتني هذه النظرة التي تلقيها عليّ،ذكائك لا يستهان به أبدا،اليس كذلك؟

وقف 'كايل' بحزم وأجابه بجدية:
_لن يكون هناك حوار بيننا!

ثم غادر بخطوات ثابتة. في صباح اليوم الثاني، تعرّضت لألم حاد بسبب تأثير الكحول الشديد، مما منعني من الذهاب إلى العمل، كما تلقيت توبيخاً من أخي 'مورين' بسبب تهاوني وتسببي في حالة كحولية شديدة، بينما طلبت مني والدتي أن أشرح لها ما حدث، واضطررت إلى تجنب التفاصيل السلبية واكتفيت بشرح المكان والأشخاص المتواجدين، لكن الشيء الذي يؤرقني حقًا هو ما فعلته والجرأة التي أظهرتها أمام 'كايل داميان'. أشعر بالحرج الشديد تجاه نفسي، ويبدو أنني لا أستطيع أن ألقي نظرة في وجهه بعد الأن، مشاعري تتراوح بين فرط الحماس والحرج العميق، حيث راقصت نبضات قلبي على إيقاع الأجواء الحميمية بجمال، لكنني وجدت نفسي محتجزة في غرفة الحرج والانزعاج من تصرفاتي. كانت تجربة مختلطة من المشاعر تتجاوز الحدود بين الحماس الرائع والحرج المُرهق، مما دفعني إلى التفكير بتحمل المسؤولية والنضج في مواجهة الوضع.

في صباح يوم السبت، استيقظت مليئة بالحيوية، ارتديت فستانًا أبيض مزينًا بالوردي، الذي بدا رائعًا على خصري. سرحت شعري وتركته ينسدل بحرية، جمعت خصلاته المتدلية بشريط وردي، ورشفت عطري ووضعت القليل من مرطب الشفاه، كما لو كنت أستعد لموعد مهم. بعد ذلك، ذهبت نحو غرفة أخي 'مورين' الذي كان لا يزال غاضبًا مني، اقتربت منه بلطف وقبّلت جبينه برقة، احمرت وجنتاه، وإكتفى بإبتسامة لطيفة، والدتي كانت ما تزال نائمة وقد وضعتُ وجبة الفطور جاهزة على الطاولة لهم. أخيرًا، خرجت مستعدة للذهاب للعمل في المكتبة، حيث كان السيد 'إريك' في انتظاري، وأثناء تواجدي في الطريق، كان البعض يبتسم لي ويحييني برقة، فكنت أرد على التحية بابتسامة، بينما اكتفى البعض الآخر بنظرة سطحية مغرورة، بعد القليل من المشي، وصلت ووجدت السيد 'إريك' يُقدم نصائح حول بعض الكتب للقراء، بدا وكأنه حكيم ذو خبرة واسعة في عالم الكتب، لاحظني فتقدم نحوي وهو يُشير إليّ بيده ويبتسم، قائلاً:
_'جوري'، هل تشعرين بتحسّن اليوم؟

تٌحٍــتٌ...آلُمظًـََلُةّ ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن