بعد تلك اللحظة المليئة بالدهشة والانبهار، انتبه'كايل' إلى تحديقي به بإعجاب، تراجع لحظة معتدلًا ثم قال بتعجب:
_ماذا؟وكانت ابتسامة طفيفة تنطلق على شفتي وبفرح، اجبته:
_هذه أول مرة أراك تضحك بهذا الشكل، ضحكتك جميلة حقًا!شعر'كايل' بلحظات من الخجل الخفي ولكنه لم يظهره، بدلًا من ذلك، تحسس شفتيه محدقًا في زاوية أخرى، محاولًا إخفاء مشاعره التي أثيرت من تلك اللحظة المليئة بالانسجام والتوتر المميز بيننا، وجّه نظره نحوي من جديد كأنه يكتم في نفسه سؤالًا، فأفرجت على ابتسامة طبيعية، قد يكون الدافع وراء ابتسامتي هو تشجيعه ثم قلت:
_ نعم؟ردّ علي بهدوئه المعتاد وقال :
_والدتي، البارونة، تنظّم حفلة شاي مميزة بحضور ضيوف مرموقين. هل تودين المشاركة في هذا الحدث الفريد؟تجمّدت بتعجّب ووضعت أصابعي على شفتي بهلع وقلت مترددة:
_أتدعوني؟ ذلك سيكون جميلاً، ولكن.. تعلم، ليس من الممكن حضورها، سيكون ذلك صعبا!وجه نظره نحوي يتأملني بعمق، سلبتني تعابيره الجذابة الثقة بنفسي، فهمست بكلمات مشحونة بالحزن:
_ربما لن تفهم هذا.. حينا أكون بين هؤلاء النبلاء المتبجحين والمتملقين لا أشعر بالراحة أبدا وكأنه غير مرحب بي لم يعد لي ولعائلتي مكان بينهم!ضغطت أصابعي بقوة، بينما كان رده عميقا:
_ إذن أنتي تعتبرنني مثلهم، فكما تعلمين أنا واحد من هؤلاء النبلاء المتبجحين والمتملقين..؟!وقفت وقد إستنكرت بصوت مرتجف:
_لا.. لست كما هم! على الأقل.. لا تحمل في عينيك نظرة الشفقة أو مشاعر من البغض الغير مبرر نحوي.. أليس كذلك؟!ظلت عيوني تتأمله بنوع من الخوف الصامت بينما حدق بي بنوع من الدهشة بدون ان يتكلم، عدت وجلست وأنا أهمس محدقتا للأسفل:
_هل.. تحمل مثل تلك المشاعر نحوي ونحو عائلة'مورلوك'؟!مال بصدره نحوي، حتى اصبح وجهه محادياً لوجهي وقد بدت نظراته الثاقبة مُركزة في عينيّ وهمس لي بعمق:
_ هذا ليس أبدا ماتعكسينه لي يا'زهرة دمشق'، لا أنتي ولا عائلتك!وجهي تحول إلى درجة وردية مع ابتسامة خجولة بينما عاد بظهره للخلف، وساد الصمت بيننا للحظات، شعرت بالراحة لعلمي أنه لا يحمل ذلك التصور نحونا وكذلك بالحزن لرفضي الدعوة التي أتتني منه، لكنني كنت عاجزة عن القيام بشيء كهذا.
قام بترتيب خصلات من شعره بأناقة على جبينه وسأل بجاذبية محاولا تغيير الموظوع بسلاسة:
_هل تستمتعين بقراءة الكتب؟هززت برأسي بحماس وأعاد صياغة سؤاله بطريقة مختلفة:
_هل ترغبين في معرفة المكان المفظل عندي؟! وقبل ذلك عليكِ ان تعرفي أنكِ أول فتاة ستعلم به،هذا إن وافقتي!
أنت تقرأ
تٌحٍــتٌ...آلُمظًـََلُةّ ✨
Romanceالعصر الفيكتوري: في زمن البريق والتحولات، تسلُب الأحداث جوري، الفتاة الفاتنة من عالم النبلاء، إلى أرض الفقد والتغيير. بين طيات الضياع، تفتح قلبها لعالم مختلف، حيث يتقاطع الألم بالأمل ويتجلى القوة من خلال أوجاع الفقد. هنا، في زمن الأزمان الضائعة والف...