الشمس غابت ببطء، وألقت أشعتها الأخيرة وسط السماء الملونة بألوان ممتزجة بالبرتقالي والأحمر. تراقصت الظلال وتلاشت تدريجياً وسط هدوء يعم الأجواء.
ها هو'كايل' ينتظرني بصبر ملفت،تعجبت لذلك ولاحظت نفس التعبير على وجه السيد'إريك'، اقتربت منه وسألته بهمس:
_ما الأمر، سيد 'إريك'؟أشار إلى'كايل' الجالس وبيده كتاب وقال بدهشة:
_لم يسبق ان بقي هنا حتى هذه الساعة المتأخرة من قبل، غريب!ضحكت بتردد وقلت:
_لأنه ينتظرني، سوف يرافقني إلى المنزل لغرض ما.زاد عجبه وأضاف:
_هيه.. غريب حقًا!ضحكت بخفة على تعليقه أثناء جمعي لحجياتي في حقيبتي الجلدية، ومن ثم تقدمت نحوه بخطوات واثقة بعدما ودعت السيد'اريك'، وقفت أمامه وقلت بلباقة:
_لقد انتهيت.. هيا، سنغادر!
وقف بثبات وهو يحمل الكتاب في يده، مشيت أمامه وشعرت بخطواته تتبعني. عادةً، كنت أغادر على قدمي واستمتع بكل خطوة، لكن الآن وجدنا عربته والسائق ينتظر. أذن لي بالصعود أولاً، وبينما ارتحت في المقعد، انضم إليّ وانطلقنا.
لم يمر وقت طويل حتى وصلنا إلى المنزل. نزل 'كايل' أولاً، قبل ان انزل كنتُ مترددةً بشأن دخول شخصٍ في مكانته إلى منزلنا. لم يكن لديّ ادنى شك أنني سأشعر ببعض الحرج. خطوت بحذر نحو الباب وطرقته بخوف، وبعد لحظات معدودة، فتحت أمي الباب لتفتح ثغرها بذهشة بعدما رأت 'كايل' يقف خلفي، كان واضحًا من ردة فعلها أنها متفاجئة، ولكنني لم أستغرب من ذلك أبدًا، بعد صدمتها، رحبت به بينما كانت محرجة وخائفة، كما كنتُ أتوقع فلم تكن تعلم السبب وراء زيارته. كأنه شعر بتوترها،فبادرها بابتسامة محترمة وهو يقول:
_ أتمنى انني لم أزعجك، سيدة 'بيث' !
كلماته وابتسامته خفّفت من قلقها، خاصةً بعد طول فترة من عدم سماع أحد يناديها بـ السيدة 'بيث'، رحبت به بسرور، وبينما كان يلقي نظرة على المنزل، تقدمت وهمست لوالدتي:
_ جاء ليرى أخي، ربما يود الاطمئنان عليه فحسب!
هزّت والدتي رأسها بتفهم، بينما اردف قائلاً مستفسراً:
_ هل 'مورين' في المنزل؟هزت أمي رأسها،بينما أجبتُه بلطف:
_ سأُرشدك له!انطلقت مبتسمة في إتجاه غرفته، وتبعني بحذر، بينما توجهت والدتي إلى المطبخ لتحضير أفضل أنواع الشاي لهذا الضيف الغير المتوقع.
وصلت أمام باب غرفته، وطرقته بلطف. دخلت أولاً بعد ما أذِن لي، وجدته مسترخيًا في سريره، وبين يديه كتاب قدمته له من مكتبة السيد 'إريك'، حدق بي بابتسامة، فأخذت بالقول:
_ أخي، هناك ضيف جاء لزيارتك.
أنت تقرأ
تٌحٍــتٌ...آلُمظًـََلُةّ ✨
Romanceالعصر الفيكتوري: في زمن البريق والتحولات، تسلُب الأحداث جوري، الفتاة الفاتنة من عالم النبلاء، إلى أرض الفقد والتغيير. بين طيات الضياع، تفتح قلبها لعالم مختلف، حيث يتقاطع الألم بالأمل ويتجلى القوة من خلال أوجاع الفقد. هنا، في زمن الأزمان الضائعة والف...