✨نهاية القبلة/وبداية العاصفة ✨

318 27 11
                                    


استمررت باتباع خطوات'كايل' بهدوء واضعة يدي خلف ظهري، وقد كنت في تأمل بهو القصر الذي لم يسبق لي استكشافه، دخلنا معًا إلى مكتبة القصر الفخمة، وكانت رائعة كما في السابق، حيث سبق لي أن تسللت و اختبأت هنا في إحدا الحفلات وتذوقت ألسنة الكتب. رائحة الصفحات أعادت لي ذكريات مكتبة قصرنا. توقفت خطواتنا أمام باب كبير، مزين بأحجار كريمة، وبلمحة من الجمال فتحه'كايل' بحركة جذابة وقال:
_تفضلي بالدخول!

حدقت به للحظة، ثم خطوت داخلًا، بينما انضم الي من خلفي.

اتسعت عيني بإعجاب، حيث بدا المكان كجنة من الكتب. كانت المكتبة مثل السابقة، ولكن هذه كانت مختلفة ومميزة. الصفوف كانت مطلية بالذهب ومرشوشة بالبريق، ما جعل المكان ساحرًا تحت أشعة الشمس المنعكسة. انبهرت واستدرت نحوه برفق، حيث كان هو الآخر يترقب ردة فعلي بانتباه.

قلت بإعجاب:
_هذا المكان.. كل شيء به مثالي!!

ابتسم ورفع رأسه لسقف المزين بالنقوش قائلا:
_هنا أقضي أغلب وقتي، لذا جعلت منه مكاناً مثالي!

رددت بإعجاب:
_إذا هذا هو مكانك المفضل؟ إنه مميز حقاً.

حدق بي بتمعن وقال:
_اتعلمين ما المميز به حقا؟!

نظرت إليه بترقب واهتمام، ما جعله يقترب مني بخطوات وهو يهمس قائلا:
_فلتغمضي عينيك!

حدقت به بنظرات من الشك، لكن اطمأننت لابتسامته الواثقة، فنفذت طلبه وأغمضت عيني بتوتر، اقترب من أذني أكثر وهمس:
_ماذا تسمعين؟

ارتجف جسدي حين شعرت بأنفاسه القريبة من أذني، ورجعت بخطوات مرتعشة للخلف، قائلة وأنا مستمرة في إبقاء عيوني مغلقة:
_لا شيء، لا أسمع شيئا.

ضحك بصوت خافت واتجه بضع خطوات إلى الزاوية، ووقف مائلاً على الجدار، وهمس:
_ألستِ ساذجة بعض الشيء؟!

فتحت عيوني بارتباك وصحت به بوجه محبط:
_أكنتَ تسخر مني؟ حقا.. لم أسمع شيئا!

أغمض عينيه وقال بنبرة جادة:
_ذلك هو المميز بهذا المكان، لا يصل هنا أي صوت، كلما مللت من ضجيج العالم، أختبئ في هذا المكان الهادئ، الذي يعزلني عن كل شيء مزعج ومحبط، تقريباً!

كنتُ أنظر إليه بتمعن وأستمع إليه باهتمام، وكم كان يبدو في غاية الروعة وهو يستند على الجدار، مغلقًا عينيه ومحركًا شفتيه وهو يحدثني، احترقت نظراتي بالفضول وأنا أحدق به، قائلة:
_إذن حتى إبن الدوق يحتاج إلى مكان للعزلة والإنفراد، هاه، هذا عجيب بالفعل!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تٌحٍــتٌ...آلُمظًـََلُةّ ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن