✨ زهرة دمشق✨

132 22 2
                                    

كانت ابتسامتي تتسلل عندما خطر'كايل' في ذهني، وكنت أتساءل عن سبب غيابه. فقلت بتردد واضح:
_يا سيد'إريك'، هل تعلم متى سيعود المدعو ب 'كايل داميان' لإعادة الكتاب الذي استعاره؟

ألقى السيد'إريك' نظرة ممزوجة بالغموض والشك، ثم أضاف وهو يبتسم:
_تبدين مهتمة بهذا الشاب، أليس كذلك؟

شعرت بالحرج وأجبت بتردد:
_ليس صحيحاً، أعني فقط... أنا فقط فضولية نحوه، فهو شاب كتوم جداً كما تعلم!

ضحك من تعليقي وأكمل:
_صحيح، إنه شاب مميز!

هززت برأسي بإهتمام، بينما قال مكملاً كلامه وهو يلقي نظرة على الصفوف:
_لطالما كان برفقتي، مشتركين في تجارب كثيرة، يتميز بطابع خاص، لذا أعرف كم هو مميز! 

أثارت كلماته فضولي، فرفعت رأسي بحيرة وسألت:
_ ها.. كيف ذلك؟

أعاد  نظره إلى وجهي وقال مبتسماً:
_كنتُ مشرفًا في الكتيبة أثناء عملي لدى الدوق،كنت مسؤولًا عن الجوانب الثقافية، وكان 'كايل' طالبًا تحت رعايتي، قبل أن يختار الالتحاق بالأكاديمية!

فتحتُ فمي مدهوشة وتمتمت بصدمة:
_أحقاً!.. كنتَ تعمل تحت إشراف الدوق؟.. في القصر الكبير؟!

غمز لي مبتسمًا بفخر، في حين أكملت بذهول:
_وااه.. أنتَ تستمر بمفاجآتي، ياسيد 'إريك'!

أجابني بابتسامة مسرورة:
_أليس كذلك!

ضحكت من تعليقه، ثم أضفت بإستفهام:
_الآن فهمت السبب وراء قدومه إلى مكتبتك، على الرغم من وجود مكتبة ضخمة في القصر!

اكتفى بالضحك وهو يهز رأسه.

بعد أنتهاء الحوار الذي دار بيني وبينه استعددت للعودة إلى المنزل، و قبل أن أخطو قدمًا نحو الباب، اوقفني السيد 'إريك' وهو يمد يديه بكرم، يقدم لي ضرفًا من النقود مقابل عملي و الذي وصفه بـ "المُجد". شعرت بالسرور البالغ، إذ كانت هذه أول مكافأة لي من أجل العمل الذي أحبه، وجَّهت له امتناني على ثنائه ومن ثم تقدمت خطوات نحو الخروج، إلا أن كلامه لي اوقفني مجددا حيث قال متذكرا شيئا:

_أها..' جوري' بالمناسبة، سألتني عن موعد إرجاع 'كايل' للكتاب المستعار. حسب علمي، سوف يُعيده غدًا، هذا إن لم يكن منشغلا، فكونه إبن الدوق يعني ضغوطات كثيرة!

فهمت من كلام السيد 'أريك' أنني قد تتاح لي فرصة للقاء  'كايل' في الغد شكرته على إخباره لي وبعد ذلك غادرت في طريقي إلى المنزل.

في مكان آخر في القصر الكبير، كان 'كايل' ينظم المخطوطات برفقة عمه في صمت تام، لكن بين لحظة وأخرى تبدد ذلك الصمت حينا أضاف عمه بنبرة تأنيب:

تٌحٍــتٌ...آلُمظًـََلُةّ ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن