اقتباس

3.4K 59 19
                                    

#اقتباس 💞
وسيم حد اللعنة، ف (أرون دانييل) يمتلك قسمات الوجه التي ينطبق عليها هذا الوصف، معالمه وبرغم خشونتها إلا أنها جذابة ومفعمة بالحياة حتى وإن عكست متاعبها.

تململت بضيق عندما ضج رأسها بذكرى حماقتها وتصرفها الساذج وذلك حين دقت هكذا وبكل بساطة باب قلعته الشامخة، وطلبت منه وبمنتهى البلاهة أن يسمح لها بالتقاط صورة له، فلو فكرت بإمعان قبل سابق لعلمت أن مسألة كتلك ليست بهذه السهولة واليسر، وإلا ما طلب (إبرام) هذا منها.

تساقط فيض من الأحجار والحصى الصغيرة حين انتفضت بعد أن رأت عقرباً كبيراً، وشهقت برعبٍ وكأن المصائب لا تأتي فرادى، فحتماً عندما تتساقط هذه الفتات من الأحجار مرتطمة بسطح الماء أسفلها سيستشعر هذا الغليظ (أرون) وجودها.

استحوذ عليها رعبٌ هيستيري وكأن العالم من حولها قد استمع إلى شهقتها تلك فاعتدلت تستند مختبأة بزاويةٍ خلف الصخور وهي تحبس أنفاسها تلقائياً وكأنه سيستمع إلى صوت وقع ضجيج صدرها الذي يدب به الخوف، بينما تدافعت الحصى تعرف طريقها إلى البحر.

برهة!! اثنتان!! بل ثلاثة ولكن لم تلتقط قوقعتها السمعية أي صيحات غضب، وأخيراً تحمست تطل برأسها من خلف الصخرة، فوجدته لازال شاخصاً إلى الفراغ أمامه ولم يحرك ساكناً وبدا كمَن انفصل عن العالم من حوله.

كانت عينا الصقر خاصته متمركزة على حركة يخت بعيد ينعر ماتوره وهو يشق عباب أمواج البحر المتلاطمة.

وعلى غير توقعٍ مسبق منها استدار (أرون) باتجاهها ولم يكن منها إلا أنها أخذت شهيقاً مطولاً لتُهدئ من روعها، وهي تتأمله عندما عاودت رفع عدستها ليقابلها هذا الوجه الذي لا ينسى والمغطى بحاجبين كثيفين يزينا عينين زيتونيتين بدتا في صباح هذا اليوم وكأنها تبحران بأغوارها مقتحمتان حاجز أسرارها الدفين.

أخذت تهلل داخلها بأبيات النصر والغلبة وهي تتلصص عليه من بعيد بعد أن مر اندفاع الحصى ولم يلحظ وجودها، تذكر نفسها بأنه غافلٌ عن أنها وجدت شق بحصنه المنيع واخترقت درعه، فقط لو علم لما تسمر بمكانه يشعر بكل هذا الهدوء والاسترخاء على حافة تلك البركة.
تحاول أن تتناسَ توضيحه الجلي بأنه لا يحب المتطفلين، فآخر صورة التقطت له كانت عندما كان يحرق جثة محبوبته على الشاطئ وهو يقف متجهماً عبوساً، واتضح بالصورة التي رأتها مع (إبرام) مدى حزنه الشديد لفقدها.

تفرست بملامحه فبدا جذاباً ووسيماً دون التفكير بمقاييس الجمال، وقد أضفت سمرة الشمس على بشرته مظهرًا مهيباً تبرز مدى حدة معالمه، ومن يراه يخاله كقراصنة الكاريبي، يشبه ذلك النوع من الرجال الذين يحتجزون أعدائهم فعلياً في زنزانة.

كفي عن حماقتكِ (كيتي) ، فمَن أكثر غلاظة من (أرون دانييل) صياد الوحوش!! الذي لو طالتها يداه سيفعلها قطعًا.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن