*في برج المراقبة خاصة (صياد الوحوش).
(أرون) بسخرية:-أجل وبكل تأكيد، كنت هنا طوال الليل، ولكن عليكِ أن تكوني ممتنة لذلك.
-فمن الممكن أن تتصدر جرائدكِ الصفراء قائمة الأكثر رواجاً، هذا ما إذا أنشئتِ مقالاً، وأرفقتِ به صوري تحت عنوان _ليلتي مع (أرون دانييل) صياد الوحوش_ ما رأيكِ؟
-أعتقد أنه عنوان مثير وملفت!
قال ما قاله بشيء من الجدية حتى وإن شابها التهكم اللاذع؛ مما جعل الدماء يتدافع إلى بشرة وجهها حتى صارت ملتهبة كالجمر.
فأردفت تقول بتلبكٍ وذلك بالرغم من تعنتها ومحاولاتها المستميتة لإلا تظهر تأثرها بما يريد الوصول إليه من تعقيبه المستفز هذا:
-لا!! لا تكن متحاذقًا، أنا لم أقضي الليلة معك!
اقترب منها (أرون) وهو يومئ برأسه في إيجاب، يقول بتأكيد:
-أجل عزيزتي، لقد حدث ذلك بشكل أو بآخر، كل ما في الأمر أن الصورة تحتاج إلى إيضاح، كما أن الطبيب هو مَن أمرني بذلك صغيرتي.
قال الأخيرة وهو يتكأ على كل حرف، صغيرتي!!
هل استغل هذا الخسيس غيابها عن الوعي وانتهك عذرية جسدها، وبشكل لا إرادي توجهت أنظارها تتمعن النظر بالشرشف الذي يغطي الفراش.ولكنها لم تلحظ أي شيء من شأنه ينفي أو يؤكد ما ظنت به كون الغطاء المسدل عليه بإهمال قد حجب الرؤية عن ناظريها، وسيكون من السخيف إذا توجهت إلى السرير تزيح عنه الغطاء؛ لتتحرى ما في الأمر، ولكن عوضاً عن فعل هذا، تسائلت باستفسار:
-وما دخل الطبيب فيما تدعيه الآن؟!
مد يده يرفع خصلة من شعرها الثائر عن جبهتها يتحسس موضع إصابتها برقة، وهو يقول:
-لقد أُصبتِ إصابة بالغة (كيتي) فاضطررت إلى إحضار صديق لي يفهم بأمور الطب والعلاج ليفحصكِ.
-وهو مَن أقر بضرورة بقاء أحد إلى جوارك ليتابع حالتكِ؛ خوفاً من حدوث انتكاسة او ما إذا ارتفعت حرارتكِ بدرجة كبيرة، فهذا سيشكل خطراً على حياتك.
أقشعر بدنها، وما إن أسدل يده عنها، رفعت خاصتها لتتبين مدى الضرر الذي لحق برأسها ومن وقع ملمس هذا الورم وما لاح أمام عينيها عند رؤية انعكاس صورتها بمرآة الحمام علمت أنه من الواجب عليها أن تشكره، ولا تعلم كم مرة يتوجب عليها فعل ذلك!!
ولكن شغلها شيء آخر عن واجب الشكر الثقيل على قلبها، ألا وهو ارتجافة جسدها استجابة للمسة يده، ولا تعلم إذا كان هذا بسبب الألم أو تأثراً بملمس أصابعه الدافئة على موضع الوجع، ولكنها لم تطل في التفكير لإيجاد أسباب.
وسواء أكان السبب هذا أو ذاك، فما يُحتمه عليها العقل هو أن ترحل من هنا؛ إذ بات البقاء مع (أرون) شيء يستحيل عليها تحمله ولو لساعة إضافية، وبموجب هذا الرأي العقلاني أردفت تقول بكل وقار استطاعت تقمصه فقربه يثير اضطرابها حد اللعنة:
![](https://img.wattpad.com/cover/359411944-288-k34714.jpg)
أنت تقرأ
رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة
Fantasía#رواية_عقول_غيبها_العشق -لقد أتيتِ طوعية إلى جحيمي، وقد نصحتِك بألا تفعلي. -حذرتكِ من اقتحام قلعتي وحصوني التي شيدتها بعيداً عن الفضوليين أمثالكِ، ولكنكِ أصريتِ على خوض هذه المخاطرة، فدعينا نتسلى قليلاً، إلا إذا قدمتِ إليّ ثمن حريتك الذي سأحدده. وا...