البارت الثاني

457 24 6
                                    

#البارت_الثاني
في مكان آخر لم نذهب إليه من قبل، وهو إحدى فروع شركات (ألفريدو) تلك السلسلة التي يتخذها رجل العصابات الصقلي (چاكوب ألفريدو) واجهة لأعماله المشبوهة من تجارة المخدرات والسلاح، الكل يستغرب أفعاله بالفترة الأخيرة، فبعد أن قرر الانفصال عن زوجته (ناتاشا) وهو نازق، قليل الصبر.

من مبتدأ الحال وهو حاد الطباع شديد في تعاملاته، يدير شئون تلك العائلة بإجادة، يحكم رجاله بقبضة من نار، الكل يهابه إلى أن أتت من بدلت حال الدون (چاكوب) من الشدة والجبروت إلى اللين والرفق وهي (ناتاشا)، فمنذ مقتل أبيه على يد رجل عصابة أخرى بمعاونة أتباعه.

وقد حمل (چاكوب ألفريدو) على عاتقه مسئولية الثأر لمن قُتِل غدرٌا وقبل وفاة أبيه الذي دوماً ما كان يناشده بأن يترك شغفه اللعين بالجنس الآخر ويلتفت إلى عملهم ولكنه هام بتلك الخائنة ولم يصغ لأحد من أفراد عائلته المحتجين على زواجه منها وللأسف كانوا محقين.

حسناً حتى ولو أخطئ فسيحرص على ألا يكرر نفس الخطأ مرةً أخرى وسيلتزم بوصية الفقيد ففي هذا المجال الكل يكيد للبعض، فخاخ ومغارز تحاك ضد من يشتد ساعده حتى لا تهيمن سلطته على البقية.

ومن شمخ رأسه وتعنت رافضاً التضامن مع عائلة أخرى وهو والد (چاكوب) قاموا بتصفيته برصاص الغدر ولقى بعض من رجال عائلة (ألفريدو) حتفهم أثناء المذبحة التي دارت بين العائلتين.

وذلك بعد أن التقطت عينا (چاك) تلك الحسناء تلهو على شاطئ الجزيرة التي عقد على سطح أعلى أبراجها جلسة تفاوضهم مع العائلة المعادية وانتهى الاجتماع بين العائلتين نهاية مأساوية إذ توفى والد الدون (چاكوب) على الفور ونفس الرصاصة التي اخترقت جسد الأب نفذت لتنال من الابن، فسقط الهَرِم أرضاً وإلى جواره ولده الذي تمكن مَن تبقى من رجاله حياً بإسعافه.

لا ينكر أتباع (چاكوب) الطبيعة الهادئة لقائدهم الحالي، ولكن هذا كان في السابق.
أجل فالدون (چاكوب) قليل الكلام، كثير الفعل ولكن هذا قبل خيانة (ناتاشا) له، تلك التي ظل يبحث عنها لسنوات ورآها صدفة واحتجزها عمداً وتخلى عن كبرياءه مرضاة لها، ولكن الغدر والخيانة تسري بعروق النساء وهذا رأي الدون بعد قصة حب ظن فيها أنه أمتلك قلب حواء.

خطت قدماه المدخل الرئيسي للشركة، وعُصبة من رجاله المسلحين على أعلى مستوى يحاوطونه من كافة الاتجاهات، الكل رهن الإشارة.

تقدم ومن خلفه حرسه الخاص، كان (چاكوب) يرتدي زي عملي ليحافظ على وجهته كرجل أعمال محترم، في حين أن الجميع بما فيهم الحكومة الفيدرالية يعلمون مصدر أمواله وأساس ثروة عائلته، ولكن ما من أحد يمكنه التفوه بكلمة، ومَن يتجرأ على التجاوز حتى ولو كان بالهمس بينه وبين ذاته فليحتسبه الجميع ضمن شهداء الحماقة والغباء.

إذا أحب الدون شخص فقد فُتِحت له طاقة من النعيم هذا إذا كان هناك معنى لتلك الكلمة في قاموسه بعد خيانتها، وإذا كره وهذا هو المصطلح السائد في حياته الآن فلن تتسع الأرض لكلاهما هو ومَن عادى.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن