اقتباس ٤

239 13 5
                                    

#اقتباس💞
ضمها إليه للحظات، ولكن ما حاولت السيطرة عليه من أحاسيس، عاود يقض دواخلها فها هي الآن بين ذراعيه، قريبة إليه حد الهلاك، غارقة بدفء صدره، وكم تمنت أن يتوقف الزمن بهما عند هذه اللحظة، بل تطرقت أمانيها إلى أبعد من ذلك إذ ودت لو أحكم حصار ذراعيه حولها يشدها إليه أكثر، يلين ويحتضنها إلى جسده برقة.

انتفضت تبتعد عنه بذعرٍ كمَن تلقت صفعة على وجهها، وتلك المشاعر الجارفة أشد وقعاً من لحظات ارتياعها أثناء تسلقها للربوة وخوفها من السقوط، وصوت بداخلها يحثها على الإبتعاد عن هذا الرجل وفي أقرب وقت وبأي ثمن.

أن تنئى بنفسها عنه وعن تلك الأحاسيس الدخيلة عليها في حضرته لهو أكثر الأمور عقلانية، ولكن هناك ما هو أهم، فقد وجد فيلماً واحداً ولكن ما خفي بحقيبتها أكثر وأعظم، فإذا تمكنت من الرحيل عن هنا بأي حيلة ستكون بهذا قد ظفرت بما أتت من أجله محتفظة بما معها من أفلام، وبذلك ستكون قد حققت لحظة انتصار تحسب لها.

لذا مالت بجذعها تمسك بحقيبة يدها الملقاة على الأرض بإهمالٍ، ولكنها كتمت أنينها بسبب ثقل وزن تلك الحقيبة الذي سحق أصابعها المجروحة، ولكن انحناء جسدها جعل رأسها المكدوم يثقل وعاودها الألم، شاعرةً بارتجاج لمحتويات جمجمتها مما أصابها بالغثيان.

علق (أرون) على فعلتها بتهكمٍ وهو يصفق باستحسان، قائلاً:

-لا أعلم إذا كان هذا غباء منكِ أم تقليل لعقلي!!

-ولكنني يجب أن أعترف بأنني للحظة صدقت أنكِ على وشك الإغماء بالفعل عندما ارتميتِ بأحضاني.

-للحقيقة لابد وأن أشيد ببراعتكِ في التمثيل.

-ولكنني أعتذر على تخييب مساعكِ، فأنا سأحتفظ بالصور.

تجمدت يدها بموضعها ولازالت منحنية أرضًا، فمال إليها يمسك بمعصمها يرفع جسدها بعنف.

زفرت بإحباطٍ إذ ظنت أنه قد اكتشف حقيقة ما كانت تفكر به توًا، ولكن ما حدث أنه فتح كفها الذي وضع به الفيلم منذ لحظات ينتزعه من بين أصابعها نزعاً، فصدرت عنها صرخت ألم قوية لم تستطع قمعها، مما جعله يجفل من صدى صوتها الذي علا تردده في المكان وهو ينظر إلى يدها التي بدأت تنزف من جديد بشكل أثار شفقته، ولكنه لم يظهر هذا بل قال بنفورٍ واشمئزاز مصطنع:

-ادخلي إلى المنزل لتنظفي هذا.

هزت رأسها برفضٍ، تقول:
-لا، يجب عليَّ أن أرحل الآن.

قالتها وهي تبتعد عنه بينما صدح صوت بداخله يردد:
-رفيقة.. رفيقة... هل جننت (أرون) ؟؟
هل ستتركها ترحل حقاً؟!

ما إن استمع (أرون) إلى هذا الصوت، حتى كاد أن يصاب بالجنون، لذا هدر فيها بحدة يقول:
-قفي عندكِ..

ومن ثم سألها بإلحاحٍ يشوبه الغلاظة:
-هل استمعتِ إلى هذا الصوت؟!

ضيقت (كيتي) عينيها بدهشة تقول:
- عن أي صوت تتحدث؟

عاوده المتحدث، معقباً:
-أنا (شيزار).. ذئبك أيها الأبله.. لا تدع رفيقتنا ترحل.. ستغضب علينا آلهة القمر.

أخذ (أرون) يتلفت حوله ببلاهة قبل أن يستوعب أن الصوت نابع من رأسه، وهو يتمتم بأعين مستديرة: - اللعنة!! ذئبي!! هذا مستحيل.

بينما من ترمقه بريبة، عقبت:
-آه يا ابن المجنونة!! 😂
  #رواية_عقول_غيبها_العشق بقلم #الأسطورة_أسماء_حميدة

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن