عند الصديقتين (ماتي) و(سارو)
انفرجت شفاه (ماركوس) بابتسامة بلهاء؛ فبالرغم من تعدد علاقاته إلا أنه لا امرأة من بينهن أقدمت على خطوة كتلك، وهو يعني هنا أنه لم يجد بينهن مَن تخطت كل الخطوط الحمراء واختارت له اسم تدلله به.دوماً ما كنت العاهرات تتغنجن للفت انتباهه ولكن لم تفعلها غيرها وهكذا دون رسم أو تخطيط أنثوي ماكر ومبتذل.
كلهن شريكات فراش لليلة واحدة ومن كثرتهن لا يتذكر أسماء ولا عدد، وربما يقابل منهن مَن مارس علاقة معها ولكن لا يذكرها؛ فعندما يفرط بالمشروب لا يفرق معه ملامح ولا صفات فالتركيب الجسدي واحد لبنات حواء، فما الفارق بينهن إذاً؟!
(ماركوس) محركاً شفاهه يتلذذ بترديد ما قالت باستمتاع: - (مارك)!!
وكان الصمت من نصيبه هذه المرة إذ أقدم هو على تكميم بوق السماعة يتحدث إلى حاله، قائلاً بانتقادٍ لاذع:
-ماذا هناك؟! هل أُصبت برأسك (ماركوس)؟! هل بعد كل مر عليك من أصناف النساء لا زلت مراهق تلتمس بعض الدلال؟!
-تحكم بحالك يا رجل! أتريدها أن تعتقد أنك محروم بائس!!
(ماتي) بدهشة، وهي تضع يدها على البوق، تلتفت برأسها إلى (سارو) التي تكمم فمها براحة يدها تحاول منع حالها من الضحك فكلا المتحدثان بهما من خفة الظل والعقل أيضاً ما يجعل المستمع إليهما غير قادر على التحكم بنفسه.
كل ما يضجر (سارو) في هذا الحوار أنه لا يوجد لديهما بعض من المقرمشات، وفي حال أن وُجِدت لكان الإنصات إلى هذه الفقرة أكثر متعة.
(ماتي) بعبوس:
-لا صوت! يبدو أنه قد أغلق الخط!
التقطت (سارو) السماعة من يد (ماتي) تردد:
-ألو...سيد (ماركوس)!!
انتبه (ماركوس) بعد هذا النداء ولكنه اندهش كونه ميز اختلاف الأصوات أو ربما الطريقة أيضاً، ليقول بحدة بعد أن قطعت عليه (سارو) شروده :
-مَن أنتِ؟! وأين (مارتينا) ؟!
: - ما به؟!
هذا ما قالته (سارو) ل (ماتي)، وهي تلقي إليها السماعة بانتفاصة فزع عقب التغير المفاجئ بنبرة صوته من المرح إلى الغضب وبلحظة، ولا تعي سبباً لذلك فهي لم تخطئ بشيء.
التقطت (ماتي) السماعة تجيبه على الفور، وبرغم توترها بسبب ردة فعل (سارو)، إلا أنها جاهدت لتبدو طبيعية، فأردفت تقول:
-على رسلك يا برو!! لِم النزق؟! ها أنا معك!
تمتم بصوت غير مسموع، يقول:
-اللعنة!! أين (مارك) اللقب خاصتي؟!
تحمحم يجلي صوته وهو يقول بنبرةٍ سلسة وتلك المترقبة تلوي ثغرها باستنكار، فعلى ما يبدو أن صوتها لا يعجبه:
![](https://img.wattpad.com/cover/359411944-288-k34714.jpg)
أنت تقرأ
رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة
Fantasy#رواية_عقول_غيبها_العشق -لقد أتيتِ طوعية إلى جحيمي، وقد نصحتِك بألا تفعلي. -حذرتكِ من اقتحام قلعتي وحصوني التي شيدتها بعيداً عن الفضوليين أمثالكِ، ولكنكِ أصريتِ على خوض هذه المخاطرة، فدعينا نتسلى قليلاً، إلا إذا قدمتِ إليّ ثمن حريتك الذي سأحدده. وا...