البارت_14

422 17 5
                                    

في قلعة صياد الوحوش
قاطعها (أرون) قائلاً بنبرة حادة:

-لا آنسة، المخطئ الوحيد هنا هو أنتِ، أنا لم آتي إليكِ وأطرق بابكِ لأتودد بهذا الشكل...

لم يستكمل نعته المشين، ولكنها ليست على استعداد للرحيل الآن قبل أن تغير له الصورة البشعة التي أخذها عنها، لذا أردفت تقول باحتجاجٍ:

-من فضلك لا تسئ الظن بي، أنا لم أتصرف أي تصرف يجعلك تقول هذا، كل ما في الأمر هو فقط صورة أردت الاحتفاظ بها.

لم يعقب بكلمة ولم يبدو عليه أي تأثر ولو حتى برمشة عين ظل يحتفظ بثباته وهو يرتكز بنظرات عينيه الثاقبتين عليها، هدوئه أربكها وفي الوقت الذي كانت كل خلية في جسدها ترتجف، بدا هو كالصنم ولم تهتز عضلة واحدة فيه، زاغت نظراتها تحاول إيجاد سبيل لتصرف به انتباهه عنها، فها قد هالت قواها ولم تعد قادرة على إدعاء الصلابة والثبات، وبالطبع هو لاحظ ذلك.

مررت طرف لسانها على شفتيها تحاول ترطيبهما، بينما خفضت بصرها إلى حقيبة يدها تعبث بمحتوياتها لتحاول إيجاد البطاقة التعريفية الخاصة بها، ولكن إذا ظنت أنها ستتمكن من الهروب من عمق نظراته الحادة فهي مخطئة.

إذ بسط يده يلتقط البطاقة من خاصتها ولكن عينيه لم تَحِد عنها ولو بطرفة عين، قالت تحثه على النظر لما بيده:

-انظر؟ هل تأكدت الآن أنني لم آتي إلى هنا بغرض إساءة الأدب إنني مصورة محترفة، لقد أخطأت بحقي سيد (أرون).

بلهاء عندما ظنت أنها بهذا ستتمكن من تغيير الصورة التي كوَّنها عنها وتحسن من سوء التفاهم الذي حدث، فهو لم يكلف نفسه بالنظر إلى البطاقة بل خفض بصره يشيح بوجهه إلى اليمين حيث سلة القمامة المعلقة بالجدار الملاصق للبوابة يلقي البطاقة بها بإهمال، وهو يقول:

-لقد انتهت الزيارة.

تعتمت عيناها بغيوم الاستياء وهو يعاملها بهذه الطريقة المهينة ولكنها لن تستسلم لتحظى بما جائت من أجله، فأضافت سريعاً:

-سيد (أرون) إنها مسألة مهمة بالنسبة لي، فهناك صديق صحفي شاب يود كتابة مقالة عنك وطلب مني هذه الخدمة بأن التقط صورة واحدة لك.

-لن آخذ من وقتك كثيراً فقط بضعة ثوان لأكثر، ولست بحاجة إلى تبديل ملابسك، هيئتك تلك أكثر من رائعة.

إنها تقول الحقيقة فطلته البوهيمية هذه حقاً رائعة وجذابة، وقميصه الزيتي الباهت يتناسب كثيراً مع بشرته البرونزية، وأكمامه القصيرة تبرز بوضوح عضلات ذراعيه القويتين، وقد ترك أول زرارين منه مفتوحين ليبدو كأحد زعماء المافيا بطلته الرجولية الخشنة تلك.

ظنته سيتأثر بما قلت وسيسمح بعد منع، ولكنه لم يتحرك أيضاً، وأخذ يرمقها بنظرات وكأنه ينتظر منها إضافة المزيد أو ربما أطربه إبداءها الإعجاب بهيئته، وإذا كان ينتظر أن تستكمل فها هي ستفعل وذلك بعد أن ابتلعت تقول:

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن